_فقيدُ قلبي_
ها قد مضى عامانِ وستونَ يومًا على ذكرى فِراقنا، بكل مرةٍ يتجددُ جُرحي وكأننا افترقنا حديثًا، يلتهبُ نزفُ قلبي ولا أهوى مُسعفًا غيرك،ما زالت دقاتُ قلبي تتسارع كلما أطربتُ مسامعي لإسمٍ يشابهُ اسمك، ويتبعثر كياني كلما سمعتُ المقطع الموسيقيِّ من أغيتنا المفضلة، وألملمُ نفسي بقوةٍ كلما مررتُ من المقهى، المقهى الذي ضمَّ عاشقين كانا في ذروة الحب و أنصتَ بالسمعِ لقهقهاتهم ولثراثراتهم، كان يتفحصهم جيدًا والدمعةُ تنسحبُ من عينيهِ، وما لبث يراقب وينتظرُ حسرةَ فراقهم .
ما زالت ذكراكَ تحيكُ مخيلتي
أراكَ طيفًا يلاحقني أينما ذهبت
أراك وطنًا طُعِنَ من عدوه الودود
أراكَ جنةً رغم يقيني بأن تلكَ الجنةٌ نارٌ تسعى !
أسلمتكَ قلبي، لا بل وأئتمنتكَ عليه بعد سنينٍ من الإنكسارِ والخُذلان، ولملمتُ شتاتي وأتيتُ إليكَ مكسورةَ الفؤاد، وغامرتُ بحبكَ رغمَ علمي بثقب القارب، وعلمكَ بالمجداف المكسورِ ولكنني غامرتُ وأُغرمتُ بك !
كنتُ أيقنُ تمامًا أن الفِراق سيأتي حتمًا فهذه نهايةُ معظم العلاقات العاطفية، تبدأُ بابتسامةٍ، فإعجابٍ، فموعدٍ، فلقاءٍ، فتتوالى المواعيد، فتعلقٌ، فحبٌ، ففُراقٌ وإنطفاءُ روح، لكنني بابتسامةٍ تحتويها الأمل طعنتُ ظنوني هذهِ وآمنتُ بك، ليتني لم أُجرم أبدًا بقتلِ تلك الظنون،
لا أدري حقًا هل أنا أُعاقبُ على جريمةٍ أمدتني بالقليلِ من السعادة؛ أم أنني أُعاقبُ على إيماني بوهمٍ مُطلق ؟!
0 تعليقات