مقال بقلم الكاتبة:براءة يحيى الزعبي

  «  » أوقاتٌ مؤرقة ، وليالٍ صامتة ، وِحْدَة مليئة بالرَّغبات المحطَّمة ، جفاءٌ يليه الاشتياق ، يومٌ يُسْتَنزف في البكاء ، لا يوجد حقيقة . يمضي الوقت بلا جدوى ، ضوء فجرٍ جديد ، ما زلنا في عمرِ شبابُنا ،، الآمال والأحلام حُطِّمت ، حِمْلُنا فوق طاقتنا ، حِلْمُنا تحت عنوان واحد "بؤساء" . ولدنا لنستعكف الأجيال ، ولدنا ولا حاجةً لوجودنا ، حياتنا في جميع تفاصيلها كدمعة كفيلة بموتنا جمعاء ، أحاديثنا باتت لامعة في أعيننا ، لم نكن جديرين في حق أنفُسِنا ، نحن مجرد فُتات ، قصصُ قلبنا دُفِنَت مع السُّيول، سخافاتٌ مَلأت قلوبَنا ، ساعاتٌ لأخرى تراودنا ذاكرتنا ، وفي وسط صدرنا وميولًا إلى يسارنا قطعةً يزداد نزفُها يوميًّا ، نسهواْ ويأخُذنا الوقتَ ، هَرِمْنا منتظرين وتلاشينا ، وكأننا خُلقنا لنيأس ونكون أبناء الليل ، نعم فَقدنا أنفُسِنا ، دمار البعض يبكي والبعض يبتسم بغصة ، ذهبت الطُّفولة وبقينا نواجه وحيدين ، تأملنا سمائنا بين التَّفكير والازدحام ، كلامنا لا يحويه أحد، و نبضنا المتباطئ قارب على السُّكون ، لا شغف ولا ثمانية و عشرونَ حرفًا قادرًا على ترتيب التَّخبط بداخلنا ، ساعاتنا نملؤها بِتفكيرنا المفرط ، حُوِّلت دقائقُنا لِذكريات ، و الثّواني لِرجفات ، و أمانينا لِخيبات ، و آمالُنا لِدموع ، و خاطرنا لِكسور ، و شوقنا لِبرود ، و كلامنا لِسكوت ، و قلبنا لِندوب ، و حبنا لِذنوب ، و طيبنا لِعيوب ، و شهقاتنا لِخمول ، و نومنا لِشرود ، ثم قلنا لابأس الرب يرانا الرب يرانا .. * المقصود بِ أبناء الليل : المؤرقون من السهر * لِ من عند دقائقُنا لِذكريات _ نومنا لِشرود أي حُوِّل كل الذي ذكر الى التشبيهات الموصوفة

إرسال تعليق

0 تعليقات