الكاتبة: يقين عبد الغني

قارئة الفنجان


في حين كنتُ أحتسي فِنجان قهوتي المُعتاد على حافةُ قطار عمري، رأيتُ إمرأةً تتلعثم الكلمات، تتبهج الحواف ،وتلقي كلماتها للعابرين. 


لم أذهب لها ولم يكن لدي أيُ دافع لذهاب لها، لأنني لا أهتم بمعرفة أحادثً قد تحدث بعمري سواء ما يكتبهُ اللهُ لي.


أغربتُ وجهي واستشرفتُ باقي الطريق الذي سأعبره ولم أجد بهِ سواء البياض. 


شعرتُ بنخزتاً من يداً قد وضعت على كتفي الرقيق، بعد أن أخذني المستقبل والتفكير الكثير إلى أين سأصل. 


وإلا بها القارئة ،وحدث هذا بيني وبينها:


_كيف حالكِ يا فتاة؟

_أهلا خالتي تفضلي بالجلوس.

_أريد أن أطرح عليكِ سؤالاً ربُما غريب.

_تفضلي ما هو؟

_لقد أتاني الذاهب والآتي والكبار والصغار لأقرأ لهم ما يحتوي بفنجان قهوتهم لكنكِ تخلدين أمامي منذُ وقت وأحتسيتي الكثير من القهوة ولم تأتي لأراهُ لكِ ما السبب؟

_ههههههههه يا خالتي إنني لا أأمن بهذا الشيء رُبما خرافه وأقل لكِ (كذب المنجمون ولو صدقوا).

_هههههههههههه لم أرى فتاةً بهذا الوعي ولكن دعيني أطلع على فنجانكِ فقط لنتناول الحديث ولا تفكرين كثيراً.

حاولت أمنعها بس وقتها حكيت ما بأمن بهيك أشياء مجرد اشي عابر بسمع شو بدها تحكي.

_تفضلي

_اوهه لِما كُل هذا الإنطفاء في فنجانكِ يا فتاة. 

_عن أي إنطفاء تتحدثين.

_أنطفاء يتغلغل بين حواف القهوة يتغطرس بين حوافها لم أرى إلا إنطفاء وشياءاً أخر فعجباً .

_أحق ؟

وما هو الشيء الآخر؟

_ها هو أسمكِ يُحيطهُ ذِكرى الله ورسولهُ.

_أستغفر ربي من كل شيء ومن أن أصدق كلاما احد.

_أريد قول شيئاً لكِ يا أبنتي.

_حماكِ الله وأنار إنطفائكِ وزرع الطمأنينة بقلبكِ_ .

سأذهب ولكن أعتني بنفسك لعلكِ تُضيئي.

_كُل شيء بمشيئة الله وإن أراد سأزهر شكراً لكِ يا قارئة الفنجان.

"ذهبت وبدأت أتحدث لنفسي أيُعقل أن إنطفائي يغلبني حتى بقهوتي رباه أعني" .




إرسال تعليق

0 تعليقات