"ما هي المسألة؟"
أنتَ محظوظ لمجرّد أن فكرة خسارة أشخاص كانوا جزءاً لا يتجزأ منك يزيدُك صلابة ليس إلا، يزيدكَ بروداً و شروداً و حتى ذهناً مفقوداً!
هذه ليست مسألتي الآن،
مسألتي تكمُن في عدم مجاراتي لما يحدث او كيف يحدث، أمسيتُ أكتفي بمراجعةِ أفعالي، هل حقاً استحققت ردّ المعروف هذا؟؟
ردٌّ لا يمتُّ إلي بصلة و لا أستطيع أن أفعل مثله لآخرين يشبهُونني، لا لا... الآن قد فقدت السيطرة من جديد و تشوّش عقلي هذه ليست مسألتي.
مسألتي تدورُ الآن حول فقدانِ الشغف و الشعور بالقرف من جميع المُجريات، أن تمتلكَ ألف شيءٍ لتفعله لكنّك بلا حراك، تُناظرُ الفراغ من جديد بلا حيلة؛ ليس لإنّك ضعيفٌ أو ما شابه، بل على العكس تماماً أصبحتَ خائفاً من البدء لمجرّد معرفتك أن كل ما حولك سوف يزول، و كل شخصٍ عرفتَه سوف يذهب، ترتعدُ خوفاً لمواجهتكَ له إلا أنك مُوقنٌ إياه.
دعكَ من ذلك و تلكَ ليست مسألتي.
حقيقةً، أنا لا أعرف أياً من هذا الهراء قد يكون مسألتي، لا أقوى على شرح ما يدور في رأسي.
أُفضي بما أعجز عن حلّه لصديقتي فترحل!
أُفضِي به إلى الأخرى فتجعلُني أفقدُ صوابي لعدم استيعابها!
أُفضي به إلى أمّي فلا تُنصتِ حتى إلى ما أقولُه لأنها اعتادتني مرِحةَ الحال و تقول لي: "كنت أقرأ وصفة الطعام هذه كي أُعِدّها لم أسمعْكِ، ماذا قُلتي يا ابنتي؟".
فأختصرُ الطريق بعد مدة طويلة إلى ملاذي الوحيد و مُنصتِي الوفيّ: القلمُ و الورقة، فتعجزُ أبجديةٌ مكوّنةٌ من ثمانٍ و عشرين حرفاً أن تصف ما أُكابدهُ من عناء في شرح و ترتيب و تنميقِ هذا و ذاك.
فأصمت.
أكتفي بعد كل ما ذكرت بالصمت الطويل الهادئ كهدوءِ ما قبل الإعصار، لكنّ إعصاري خامد لا يقوى على الهبوب، حيث ليس هنالك من يهتم.
0 تعليقات