"ألواننا بين الوضوح والبَهَتان"
ندخل بِخُرم إبرةونحنُ متعبون في عز الشقاء، بأسوأ ما وصلنا إليه من صحةٍ متردية. لم يأذن لنا بأن نُكمل نومنا لنصحو بنشاطٍ أكبر ومع كل ذلك وقفنا رغماً عن أنوفنا في مسرب ضيق.
كنا مرة ندخل، ومرة نخرج من عدم الاتساع، أتى إلينا بقطعة قماش لا نطق لونها، فلا طاقةَ لنا بتجميل لون فاقع في بهتان لوننا، مع كل ذلك لم نرفض أصابع ذاك العجوز وننظر إليه نظرة أمل أن يصنع فينا اتساعاً من ضيقنا، ونتأمله وهو يمسح نظارته في ذلك المنديل المُرهَق، وتبدأ على رؤوسنا الصفعات بعد دورتين لمحرك "آلة الخياطة" حتى ينتهي، فلم يبق فينا سوى عقدة وجوحة في قداحة الكاز صاحبة الحجر الفضي، وبعد ذلك الدوار نشعر بالهدوء بالتدريج إلا أن نفكر بأننا استقرينا من لفة الكرار إلى تلك القماشة المبهجة، ليأتي الخياط كأنه غُراب ويمزقنا ويمزق القماشة ظناً بأننا لا نتناسب، وليس ظناً بأننا ما زلنا متعبين من الأمس بركلات تلك الماكينة اللئيمة.
• اختر الأخرين وأنت في وضع جيد، وإلا ستُرفض ثم ستمزق أنت وما كان لك من أيام قادمة كنت تشعر فيها ولو بمهجة دنيئة من أمل خفيف.
0 تعليقات