الكاتبة: رؤى ياسر الفالوجي


 في يومٍ باردٍ يحكمهُ رعدٌ وبرقٌ قاسٍ، تتصادمُ أسلاك الكُهْرباء مع الرياح لتشكل شجّاراً عنيف يخيفُ ساكني البيوت، وعلى أحد أرصفةِ المدينة يجلسُ هنالك مشردٌ خلفَ حاوية القمامةِ متَّخذاً منها ملجأً لهُ، جالساً وتحتهُ قطعاً من الكرتون، يضمُ أطرافَ جسدهُ لتعانق بعضها وتُدّفِئ بعضها الآخر، كان ينتعلُ حذاءً مهترأً تخرجُ منه أصابعَ قدميه، وقبعةً صوفية مبللة وسرولاً قديماً لم يكد يغطي ساقيّه، وأما عن قميصهُ الرقيق الذي لا جدوى للتدفئة منه، هذا حالهُ بلا مأوى ترى وجههُ شاحب ضيّع الزمان عمره وأهداهُ الشقاء ،عيناه محمرتان دمعُ الحزنِ يَملأهُما، وأنفهُ مزّرَقٌ يُفسِرُ حالة مَرَضِه، وفمه أصُيّبَ بشلل نتيجة ظمأهُ و سَغَبهُ، فكم تراني حائرةً مندهشةً لأمرهِ عسى ربي أن يفك عسره ويقود به إلى سبيل الرزق. 


إرسال تعليق

0 تعليقات