الكاتبة: خلود عبدالصمد أحمد


ما الحبُّ إلَّا للحبيبِ…

هل تمزح معي، هل ستستهلُ حديثنا بلغزٍ تافهٍ كهذا، الإجابةُ ستكون بالطبع:

الأولِ.


القلبُ: دعكَ يا هذا، لقد ازدحمتُ من ثُلَّةِ القانطينَ في منتصفي، كُن صادقًا قليلًا، فأنتَ تعلم أنَّ أرضي ليست بلادًا عجافًا؛ لأنَّكَ لا تقصر بسقياها حبًّا جديدًا في كلِّ دقيقة.


لم أعد أعرف كيفَ أرضيكَ؟، ألَّا يكفي أنَّكَ تعذبني، ثمَّ كيفَ ستعرف من أحببتهُ أكثر منِّي؟، وما الخطأ إن فتحتُ أبوابكَ مرارًا وتِكرارًا أليس أفضل من أبقيكَ مهترئًا، صلدًا؟


القلبُ: أضحكتني كثيرًا، ستعرفُ الإجابةَ إن أكملتَ الفراغَ.


عضو رقيقٌ يسكنُ الكائناتِ كلَّها، وإن توقفَ يموتُ الجميع، ولأسهلَ عليكَ اللغز، فأنتَ ساذج، وللأسفِ وقعتُ في جثمانكَ دونًا عن باقي الأجسادِ الأخرى، هو ينبضُ، ويتدفقُ كما لو أنَّهُ نهرٌ راكد لا يعرف قيمةَ حركته إلَّا إن أحتضن ماءً صافية.


الإجابةُ هي القلب، ما الصعبُ في ذلكَ؟!


القلبُ: يبدو أنَّكَ أذكى ممَّا أعتقد، بل واستخدمتَ عدوي الألمعي الَّذي يسكنُ رأسكَ، لا بأس إن كانَ هذا سيجعلني أرتاح بعض الوقتِ، فقد أهلكتني بمفهومكِ الخاطئ للحبِّ، ولا تنكر أنِّي أعرف ما الحبُّ بالنسبةِ لكَ، بل وأعلم عددَ من أنبضُ لهم في هذهِ اللحظة، وصدقني العددُ لا ينتهي أبدًا، قلبُ الرُّمانِ الَّذي تملكهُ يسعُ قاراتٍ يا رجل!


ماذا تريدُ منِّي؟!، هل إعطائي فرصًا لنفسي أن أحبَّ من جديد أمرًا خاطئًا؟ قُل لي ما الحل الَّذي سيرضي كلينا، ولننتهي، كفى!


القلبُ: لا أقول لكَ أكره، فأنا أتغذى على الحبِّ، ولكن أكمل فراغكَ بالوقتِ، والشخصِ المناسب، فليسَ كلُّ من هبَّ ودب يستحقُ أن يسكنَ أرضكَ، ثمَّ يحتلها.


لربما كلامي قد جعلكَ مكلومًا، حاولتُ أن أنقحهُ حتَّى تتقبلهُ بشكلٍ يليقُ بهشاشتكَ، ولكن صدقني حروفي لمصلحتكَ، لا تكمل فراغكَ بفراغٍ أعظم؛ لأنَّكَ ستغوصُ في متاهةٍ لا نهايةَ لها.


وحتَّى لا أنسى ما الحبُّ إلَّا للأوفى، والأصدق؛ لأنَّهُ شعورٌ لا يُقاس بالعدد.




إرسال تعليق

0 تعليقات