نص نثري بقلم الكاتبة:نور زياد الرفاعي

                        سننتصر


لا تبكي يا صغيرتي، لا تبكي.. لا يليق بك البكاء، جففي دموعك قليلا واستمعي إليّ.


أدرك تماما صعوبة ما تمرّين به، ربّما ليس كإدراكك له بالطبع؛ لكنني أشعر بهذا الثقل على روحك، ولن أكذب عليك، لن أبيعك أوهاما، ليس من المؤكدّ أبدا أن الأمور ستكون أفضل، أو أن الخير سينتصر في النهاية، هذا ليس صحيحا، لن نستسلم بالطبع، وسنحارب حتى النفس الأخير، لكننا ببساطة قد نخسر هذه الحرب.


لكن المهمّ هنا، وما أريد منك أن تدركيه بقلبك، هو أن كلّ هذا الذي ترينه سَيُعاد مرة أخرى. حتى لو انتهى الأمر بِهزيمتنا وتحطيمنا؛ فهذه ليست النهاية. هذه ليست سوى النسخة الأولى.. النسخة التجريبية؛ لكن سيكون هنالك نسخة أخرى كاملة، وفِي تلك النسخة؛ لن يكون هنالك أي شيء مما ترينه الآن. لن يكون هنالك ظلم، ولا فقر، ولا حرمان، ولا تُسلَّط ولا حصار ولا أي شيء من هذا كلّه. لن يؤذينا الناس، لن ينهشنا السرطان، ولن تعيقنا الإعاقات؛ لا قصر، لا سمنة، لا دمامة، لا فقر، لا دموع، لا وحدة، لا شيء. سيعاد هذا الخلق كاملا، كاملا؛ لكن هذه المرّة، كما نشاء وأجمل.


حاربي حتى النفس الأخير في حياتك؛ لكن كررّي دائما لنفسك، أنّ هذا الخلق سيعاد.. سيعاد، وسننتصر.



إرسال تعليق

0 تعليقات