نص نثري بقلم الكاتبة:سارة خميس عابدة

   

               

                          مَهْزَلَةُ الْوَاقِعِ

لَمْ يَكُنْ وَاقِعُنَا جَمِيلٌ كَمَا أَخْبَرَنِي وَالِدِي بِصِغَرِي، كَبَّرْتُ وَفِي قَلْبِي أَمَلٌ بِأَنَّ حَيَاتَنَا مَلِيئَةٌ بِالْبَسَاطَةِ وَالْحُبِّ، لَكِنْ عِنْدَمَا كَبُرَتْ

أَيْقَنْتُ بِأَنَّ وَالِدِي كَانَ يُخْبِرُنِي عَنْ وَاقِعِهِ الَّذِي عَاشَهُ مُنْذُ سَنَوَاتٍ قَدِيمَةٍ جِدََا، كَبُرَتْ وَعَلِمْتُ بِأَنَّ الْوَاقِعَ مَلِيءٌ بِالْأَشْخَاصِ الَّذِينَ

يَتْرِسُ قَلْبُهُمْ حِقْدََا وَكَرَاهِيَةً، فِي الْبِدَايَةِ كُنْتُ أَتَعَامَلُ مَعَ النَّاسِ بِسَذَاجَةٍ كَأَنَّهُمْ تَرَبَّوا جَمِيعَهُمْ عَلَى يَدِ وَالِدِي، لَكِنْ وَمَعَ الْأَسَفِ

كَانَتْ الصَّفَعَاتُ الَّتِي تَلَقَّيْتُهَا مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاسِ دَرْسََا أَيْقَنَتْ بِهِ مَهْزَلَةُ الْوَاقِعِ، أَيْقَنْتُ بِأَنْ لَيْسَ الْجَمِيعُ كَمَا أَخْبَرَنِي وَالِدِي بَلْ

الْعَكْسُ؛ كَانَتْ الْكَرَاهِيَةُ وَالْحَسَدُ تَمْلَأُ قُلُوبَهُمْ وَالْحِقْدُ مَرْكَزََا أَسَاسِيََا فِي حَيَاتِهِمْ، كَانَ مَعَ كُلِّ نَجَاحٍ أَقْدَمَ عَلَيْهِ اكْتِشَافًا لِعَدُوِّ

جَدِيدٌ، كَانَتْ مَهْزَلَةُ الْوَاقِعِ اكْبَرَ مِنْ تَوَقُّعَاتِي. لَقَدْ هُزَلْتُ أَنَا ، لَكِنْ وَمِنْ جَدِيدٍ عَلِمْتُ بِأَنَّ مَعَ كُلِّ مَهْزَلَةٍ بِهَذَا الْوَاقِعِ يَجِبُ أَنْ أَقِفَ

بِكُلِّ قُوَّةٍ وَلَنْ اسْتَسْلَمَ، سَأَقِفُ بِقُوَّةٍ أَمَامَ مَنْ يُرِيدُ تَحْطِيمَ حِلْمِي، سَأَقِفُ شَامِخَةً أَمَامَ كُلِّ نَجَاحٍ قُمْتُ بِهِ وَلَنْ أَجْعَلَ لِمَهْزَلَةِ الْوَاقِعِ

مَكَانََا فِي حَيَاتِي بَلْ سَأَجْعَلُهَا سَبَبََا لِنَجَاحِي.

إرسال تعليق

0 تعليقات