نص نثري بقلم الكاتبة:ندى يوسف حسن


                       كابوس واقعي .

أتخبط في هذا الظلام لوحدي ، و أُناديكَ بكل ما أُوتيت من صوتٍ، أُناديك بقدرِ ما استطاعت حبالي الصوتية المنهكة أن تصرخ ،أحاول الوصول لخيالك المتهالك على الأرض أمامي أشعر بك تتألم ويزداد عليك الألم،أخطو بخطواتٍ أكبر علّ المسافة تقصر بيننا، ولكنك تبتعد أمشي خطوة باتجاهك فيزداد البعد عشر خطوات وربما أكثر من ذلك بكثير يزداد صراخي باسمك أُناجيك ألا تتركني وحيدة في هذه الغابة البشرية المتوحشة، أرجوك ابقى معي لا تبتعد أكثر ،أرجوك توقف فالبعد يقتلني كل دقيقة وأنا على قيد الحياة، لكنك تبتعد ولا تنظر لوجهي حتى تختفي تماماً وتغرق بالسوادِ الحالك

«انتهى»

كلمةٌ نطقتُ بها عندما نهضتُ من نومي وأنا مبتسمة، لم يطرقْ الخوف على بابي أبداً بعد رؤيتي لهذا الكابوس، تزداد ابتسامتي أكثر على سذاجتي، هل هذا طبيعي ؟! أشاهد كابوساً واستيقظ مبتسمة وكأنني كنتُ أرى مشهداً من فيلم رعب وانتهى وقت العرض المخصص له ، طبيعيٌ جداً فعندما يعيشُ الإنسان الخوف بالحقيقة لا يتأثر بصورة ترسمها الذاكرة ولو كان لها ألف نسخة مشابهة ، فهذا الكابوس لقد عشته في واقعي قبل خيالي، تذوقت من علقم الفقد في حياتي قبل أن أرتشفه في أحلامي، وهل يقارن الأصل بالشبه ؟ وهل المقتول يشعر بالألم عندما يُجرح بسيفٍ بتّار ؟!، فواللّه من ذُبِحَ من الداخل لا يشعر بألمٍ خارجي مهما بلغَ عميقاً، فلِلألم درجاتٌ وموازين وألمُ القلب أقصاها ، وأنا هكذا لا أخاف من كابوسِ فقدِكَ الخيالي وقد شهدتُ على فاجعةِ رحيلك بعينيّ ، صعدتَ إلى السماء متنعماً بهذه السكينة والراحة الأبدية، ورميتني انا للألم والحزن ليأكلوني حيّة، كمْ أنتَ أناني ! لم تشفقْ على حالتي أخذت قلبي معك ورحلت معلناً موتكَ بالحياة وولادتكَ في كوابيسي، وهنا كانت تتجسد أنانيتك للمرة الثانية بشكل أعظم ،فتباً للأنانية وحب الذات، وهيهاتٌ من كابوسٍ أصبح يؤنسني بليلي أكثر مما يخيفني ويرعبني.

إرسال تعليق

0 تعليقات