"بعدك بتحبّيه؟"
لطالما كُرّرَ هذا السؤال مليّاً،
لطالما تسائله جميع من حولي دون كللٍ ولا مللٍ.
"إيه بعدني بحبّو!"
كنت كلّما انتابني شعور الحُب وكلّما دغدغني الشّوق بكلّ قوّته
استلقي على سريري المليء بالدّموع، أشهق كثيراً وأبكِ أكثر
ثمّ أُسارِع في التّفتيش عنهُ
داخل الرّسائل القديمة، في الصّور والضِحكات والنكات وفي كلّ أزقّة دِمشق التي جمعتنا تحت سماء واحدة..
كنت أقبّل صورهِ بحرقة
وأغفو على تسجيلات صوته المُمتلئ بالحنيّة والدّفء
ثمّ أُعاود البُكاء حتى يتعب كلّ ما بي..
لم يحصُل يوماً منذُ إبحارهِ في مُحيط الغياب
أن نسيته أو تعمّدت نسيانهِ.
لم يغِب عن ذهني ولا تفكيري لحظة واحدة!
كان كلّ ما بي يهذي به بشكلٍ مستمرّ ودائم.
ولا أذكُر يوماً أني صلّيت دون أن أطلق له دعاء أو حتى أمنية
على العكس تماماً،
كنت أنسَ أن أدعو لي، أن أناجي الله على أن يُطفئ نار قلبي التي تحرقني
لكني لم أكن أنساه من الدعاء بتاتاً.
أعلم أنّه لا يستحق مقدار ظِفر واحد مني
لكني أحبّهُ
هكذا دون أيّة أسباب،
أحبّهُ حتى ولو تعمّد إيذائي في كلّ مرّة ومرّة..
فقط أحبّهُ.
0 تعليقات