قَطَفتُها لك
كُنتِ أنتِ ياسمينة لطيفة, رقيقة.
كنتِ وردةُ جُوري, لونُهَا يَجْذِبُ النّظر.
متى أصبَحتِ كَالشّوك؟ بل أكثر حِدّة. ألمْ تكُوني مُفْعَمَة بالحَيَاةِ؟
ألمْ تَنشُري الطّاقة سَابِقاً على أنحاء الطَّرِيق؟
أَأنْتِي مَن أَعَادَت لِلحياةِ بَهجَتُهَا سَابِقاً؟
لِمَاذا انْطَفَئ صَوتِك المَلِيء بالحَيَوية؟
هل انهَزَمتِ أمْ استَسْلَمتِ, أمْ أنّك أٌصِبْتِي باليَأس؟
ألمْ تَقولي ذَاتْ يَوْمٍ نَحنُ مَنْ نُسَيِّر الحَيَاة لَيْسَت هي مَنْ تُسَيٍّرْنَا. هَل خَضَعْتِ لَها ورَضَيْتِ بِتَسيْيِرهَا لَكِ الآن؟
هَل كُل مَا أعْطَيتيِنَا إيّاه مِن قُوّة سَابِقاً تُريدْي سَلْبُهَا الآن؟
هيا انْهَضِي, انْهَضِي بقوّة أَكثَر, لا بَلْ قُوّة أَكثَر مِن هَذِه. ارْسُمِي ابْتِسَامَتك بِوَجه مَن تَعَوّد عَلَيها؛ أَلا تَعْلَمِي أَنّك مَصدَر قُوّة لَهُ؟
لَمْ يَحِيْن وَقتُ اليَأس بَعدْ! لَمْ يَقتَرِب مِنْكِ الحُزن, إِيّاكِ أَنْ تُعطِيه هَذَا المَجَال لِيقترب.
كُلّ شَيءٍ حَولِك بِحَاجَتِك أَوّلها ذَاتِك؛ كُوني كَمَا أنْتِ دَائِماً.
كَمَا يُقَال "لا الوَقت انْتَهَى وَلاَ الحُلُم تَحَقَقّ"
الخَوفُ مِنْ المَجهُول عَادَةً يَدفَعِك للاقْتِرَاب أَكثَر فأَكثَر, أَجَل هَذِه عَادَتِك ابْقي عَلَيهَا.
أَيُخيفُكِ المُستَقبَل؟ إذاً اقْتَرِبِي مِنْهُ.
أحْلَامُكِ تُنَاديكِ, قُولي لَهَا سَمعاً وَطَاعَة.
أَجيبي النّداء واسْعي بِكُلّ رَجَاء, أَنْتِ السّمَاء وأّحلامُكِ النْجوم.
أَنْتِ وَردةَ عَبَقها يَملئ الأَرجَاء.
دَعيني أَستَنشِق مِنْ كَمَال بُنيَانِك, مِنْ قُوّتِك, مِنْ الأَمل دَاخِل عَيْنَيكِ.
هَذِه وَردة قَطَفتُها لك مِنْ جَميْلِ بُستانِ أنْتِ أجمل ورودهُ.
0 تعليقات