نص خاطرة بقلم الكاتبة: تالا أحمد الخريشه

 


                       العربي إبن اللحظه

أريدُ أن يكونَ الشعبُ واحدٍ 

على كُل حالٍ

لا فقيرٌ مِنا ولا غَني

لنْا نفسُ الدُخول 

نَسكنُ ذَاتُ البيوتْ

نَرتدي ملابسٌ مُتَشَابِها 

نعيشُ سويًا الظُروفّ

لا يَمُتّ مِنا جائِع

ولا كلُ الرغدِ العيشِ للوزير والأمير والحاكِم ُ الكَبير

كُلنا بشَر ماءٌ وتُراب ، جمالُنا من طين 

نَحملُ الإنسانية ونزرعها ، نغرسُها بين روثِ الحَمير

من بحرِ العرق نسقيها 

بِها إلى عالمِ الأحلامِ نَطير

نُحلقُ دونَ جِنحان 

نركضُ وسطَ البستان 

معَ الفراشِ بِجانبِ الريان 

نُلقي التحيةَ على الرِعيان 

نُغني جمال الألحان

الطيفُ يحمِلُنا ونَتروي من رحيقِ الألوان

نعشقُ الحياة لأنها مُره 

ونكره الدُنيا لأنها حُره 

أين أنا ، ومن أنا ، ولماذا أنا 

أين أنتم ، ومن ولماذا أنتم 

أكتب أنا غَريب 

عجيبٌ جداً عجيب 

لستُ مُنهم ولا لهُم أنتمَي 

لا أتناولُ الزبيب 

وأعشقُ الحصرم ، لأنهُ واقعي المُريب 

والزيتون الأسوَد كثير ُالمَرار 

من عالمي المؤلم لا أستطيع الفَرار

متى سيتعدل المسار 

ونقول الجارُ للجار 

أين الجار يا ولدي 

قال سجل أنا عَربي

وبطاقةِ خَمسون آلف

لاجئٌ ، مغترب ، محاربٌ ، شهيد ، 

الطوائف قطعتهُ أشلاء 

لقبهُ إرهابٌ إبن الأعداء

ليس لهُ وَريد

دمهُ يَفور 

يجورُ البحور مع أمواجِ الليلِ الصاخِب

يبحثُ عن الحياة

في بلادٍ أرادت لهُ الممات 

برقبتي عشرةُ أيتام

نهارهُ ليل وليلهُ نهار 

قمره مختفي 

وشمسهُ دون أمل 

أنهُ لا يَنام 

يركضُ وراء رغيف الخُبز الأسمر

الذي يُشبهُ جده المُظفر

نسي رائحةُ الياسمين

وهجر القهوة العربية

خاصمَ أمُ كلثوم

وأمن باليأسِ

ينظر الى عُيون الناسِ

يرى فيها قصصٌ ، وحكيات ، وأجيالٌ وروايات ،

 لن ينساها الزمان 

ستبقى بكلِ مكانٍ كان 

كوفيةٌ سوداء مليئةٌ بالدماء 

وحيدٌ يشبهُ الصحراء 

يبحثُ عن رشفةِ ماء 

بحقِ ربِ السماء 

أين الحياة ؟

من الحياة ؟

وماذا تعني لهُ الحياة ؟

سجل بكل لحظه ، من أول لحظه ، إلى آخر لحظه ، وانا العربي إبن اللحظه

إرسال تعليق

0 تعليقات