(حافية القدمين)
(الثامن والعشرون من نيسان)
أسير في طريقٍ وردي الشُبهات يغزوه العُشب الأخضر،حافية القدمين،أغدو تلك المائةُ خطوة كل يوم،حتى أصل إلى بتلات ورودي،وأقطف زهرة أرجوانية وأُعلقها على قميصي.
قدر،كان ذلك اسمُ صديقتي،مُلهمة روحي ورفيقةُ قلبي،تساورني ونشارك بعضنا البعض أمورنا وأحاديثَ النساء الإعتيادية،لكن الميزة الوحيدة التي بيننا،كان ذاك العناق،عناقٌ يكمنُ بريقَهُ كمن أعادَ للسماء زُرقتها وسحابها.
(التاسع من تموز)
كبرت قدر وكبرت أنا،لم أعرفكم عن نفسي فأنا سالي،حافية القدمين ذو شعر المنكوش ابنةُ هذه المدينة.
اليوم،قدر رحلت خارج المدينة إلى أبيها،في مدينةٍ أُخرى،تقطن مئات الكيلو مترات من هُنا و كانت تلك المرةَ الأولى التي أسير في ذاك الطريق مرتديةً حذائي،لماذا؟
فالغيوم سوداء والأرض قاحلة بدون أعشاب،والورود تعفنت وأغصان فؤادي تيبست،لا يُحيها إلا بريقُ ذاك العناق.
(السادس والعشرين من ديسمبر)
ها قد مرّت ثلاثُ سنواتٍ عِجاف،وبعد كل هذا الجفاف،تكادُ روحي تحملقُ فرحًا،استلمتُ برقية بريدي هذا الصباح،فعلمتُ أن قدر قادمةٌ اليوم.
ها هو ذاك البستان يزهو من جديد،وكأنما بُثت فيه روحٌ من السحرِ والخيال،انتظرتها في بُستاني،كُنا حافيتا القدمين،انطلقنا بأوج سُرعتنا،تعانقنا،بأوج قوة تلك الثلاث سنوات،التي جعلتني حافية القدمين مبتورة اليدين،لولا هذا العناق..
0 تعليقات