نص نثري بقلم الكاتبة:نور علي السريحين

                       كذبَةُ الحبِ


‏"لا تبحثوا عن الحب قدر بحثكم عن الصدق الذي يُغلّف الكلمات.. والإخلاص الذي يستند خلف الأفعال.. إبحثوا عن ثقة لا تهزها عواصف الدنيا، عن لهفة دائمة وشغف لا ينقطع.. لا تبحثوا عن الحب بل إبحثوا عن السند، إبحثوا عمَّن يحنو مودةً و يدنو رحمةً، عن الأمان الذي لا يعقبه خوف. 


داهمني شبح "الحب" ،في ليلة من ليالي أيلول الهادئه الماطرة ، كنا سوياً نسير تحت قطرات المطر ،حينها إعترف بالحب المكنون في قلبه ، ورسم لي كل أشكال الفرح بكلمة قالها صدفة لم أكن أعلم ما هو الشعور الذي انتابني في تلك اللحظه ولكن هذا ما يسمى بلهفة الحب ، ككل البدايات الجميله في روايات الحياة المختلفه ف لطالما كانت السعاده مفتاح البدايات،كانت بداية جميلة من حبٍ وغزلٍِ وكلامٌ يفوق الخيال ، عَبَرَ خيالي وفاق الفضاء ، ما أن مرَّت تلك الليالي المِلاح ، وما أن حلَّقت في الفضاء إلا انني سقطت من أعلى الاعالي على قلبي فتحطم كأشلاءٍِ لم اعد قادرة على جمعها من بين دفاتر الذِّكريات ، بعد كل الأحلام الورديه التي رسمها لي والحياه التي جمعتنا في العالم الموازي ...هنا في مخيلتي، حادثني في ليلةٍ ظَلماء، كانَ المطرُ غزيراً كما في تلك الليله ... وكأن السماء كانت تبكي ، أخبرني أخيراً بعد مرواغةٍ طويله في كلام الفراق انه لم يعد يحبني وأنه كان مُخطئاً فهو لم يكن يقصد ما اخبرني اياه من قبل وانه يحب أخرى من ماضيه ، وأنني كنت فقط الملجأ الوحيد لكي أجعله ينسى تلك الفتاه وكنت أنا من جعلته يحبها أكثر فأكثر ...


أنصحكم و أنا التي بحثت عن الحب فلم أجد الثقة و الإخلاص و الصدق فركعت بحبي و خضعت للقدر و سرت فى طريق مظلم لا بصيص أمل فيه ، وتعثرت كثيرا وأنا اسير بذاك الحب الذي ظننته كما وصفوه بالاشعار وكما قرأت بالكتب عن عاشقين موهومون، وكاد وصفهم يصل حد السماء ويرسم بمخيلاتنا الوان زاهية مليئه بالفرح ، علمت أن العشق ليس سوى طفلٍ يلهو بالمسدس لا يعرف أنه محشوشٌ بالرصاص ،

"واليوم انا هنا وقد فقدتُ أشلاء قلبي في طريق البحث عن "الحب" ، تاركاً خلفي كل الاقاويل الصادقة بأن الأمان يسبق الحب ولكنه وبمجرد ما وقعتَ في سُكرته أنساكَ كل المنطق لتبقى مستنداً واقفاً على قلبك ،مُتجاهلاً عقلك الذي لم تستطع الاعتراف لنفسك بأنه يقول كل الحق. 

إرسال تعليق

0 تعليقات