نص خاطرة بقلم الكاتب:حمزة طه النوباني

 


                          ما حَطَّمَ فؤادي 


521


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ما هذا السّواد الّذي أراهُ أسفل عينيّ؟؟ ربّما هذا اليأس الّذي أهلكَ كاهلي منذ مُدّة! 


أو لربّما هذا الشّوق الّذي يَدفعني لمُشاهدة وَجهكِ في سقف أحلام عقلي من دون أيّ تقطّع! 


  كلّما تأتي صورة وجهكِ في مُخيّلتي؛ تزداد سرعة نبضات قلبي، الأوردة لا تتّسع مقدار الدّم المندفع نحوها، دمٌ في ذرّاتهِ الكثير من ذكرياتكِ!!


في غيابكِ، اكتشفت أنَّ الضّحك ليس دليلًا على السّعادة، بل في الكثير من الأحيان يكون دليلًا على الهستيريا!


دَعوني أحدثكم عن صدى صوت إحدى ضحكاتي. 

في الصّباح أنهض من السّرير ترافقني ضحكةٌ عمياء، حينها طيفكِ يغادرني ويجعل منّي إنسانًا أبلهًا، لازلت أعشق حُلمي معكِ، وهذا بعد انقطاع ثلاث سنوات!


أزور المكان الًذي التقيتكِ فيه أوّل مرّة، أمام المحكمة أسفل الشّجرة العملاقة، أتذكرين هذا؟


أقف تمامًا فوق النّقطة الّتي كنت واقفًا عليها، حين رأيت عينيكِ لأوّل مرّةٍ وخَفقَ حينها قلبي بشدّة، تصاعدت الدّماء لتتلبّد بحنجرتي، لم أقوَ على نَطق أيّة كلمةٍ، وكلّ ذلك من سحر عينيكِ، أتذكرين هذا؟


قلتِ لي ذات مرّة: (أخبرني ما هو الشّيء الّذي يَجعلكَ كئيبًا للغاية؟ لنتجاوزه معًا)


حينها لذتُ بالصّمت ولم أجبكِ، ليس لشيء، لم أعرف الحزن وأنتِ بجانبي، لم أذق طعم الأسى معكِ في وقتها! 


والآن أخبركِ بأنّني كئيبٌ للغاية، وهذا بسبب عدم وجودكِ بجانبي! 


حسنًا هذا يكفي، سأرفع لكِ هذهِ الكلمات من جهةٍ أخرى من القلب، القلب الّذي هَجرتهِ وجعلتِ منه مدينةً لا قوت فيها، الّذي كلّما تذكّركِ قَلَّ نبضه وزاد ألمه... 


الشّوق الّذي لا يزال قلبكِ يجهلهُ، والحنين الّذي لم يتذوّقهُ حين يعيش مكتوف الأيدي تحت حائط الأيّام، العشق الّذي لم يسقَ به يومًا، سيأتي ليجتاح عاصمة قلبكِ وَيعلّمكِ ما قيمة الحرمان!




521 

إرسال تعليق

0 تعليقات