أتساءل عن السبب الحقيقي الذي يدفعن
ي إلى عدم فهم معنى الحب، الحب الذي لطالما كان مؤلما بقدر الجمال الموجود فيه، أسأل نفسي دائماً كيف لنقطةصغيرة تسكن في عضوٍ من جسد شخص ما أن تحوله، كيف لتلك النقطة أن تذهب به إلى عوالم أخرى كيف لها أن تغير ملامح ثغره وأن تتحكم في مزاجيته؟ الحب مشاعر حانية، ربما يكون الحب هو مصدر الإلهام لنا وربما يكون هو من يأخذ الإلهام منا فعندما نحب نستغني عن كل شيء. ماذا لو أحببت شخصا وكان حظك بخيلا بلقائه حينها يكون عمق ذلك الحب أكبر من أي عمق لا خيارات فيه سوى الانتظار انتظار موعد لتلاقي القلوب المنفطرة، كيف يمكنني أن أعرف الحب الذي عجزت البشرية عند تعريفة؟ يحب المرء وهو يعلم أن هواه محال ويعترف حتى أنه وهم وهل على الوهم إلا أن يتلاشى؟ لكن عندما يطرق الحب بابك لا يمكنك إلا أن تستقبله وتأخذه بالأحضان فذلك الشيء خلق معك ويكبر معك عندما تكبر. الحب داء لا يمكن الشفاء منه إلا به وكيف للداء أن يكون هو الدواء؟ الحب أن تترك كل شيء من أجل من تحب، الحب أن تكون سندا لمن تحب، الحب أن تدعو له بالخفاء، أن تكون فخورًا بإنجازاته الصغيرة، الحب أن تكون الكتف الذي يتكئ عليه عندما يتعب، أن تحارب من أجله، الحب أن تخبره أنه سر حياتك، ليس كل من أخبرك أنه يحبك أصبح حبا حقيقيا، الحب هو التضحية الاهتمام والخوف والقلق ربما تهدى نفسك لمن تحب دون أن تشعر ربما يكون اهتمامك به أكبر من اهتمامك بنفسك الحب أن ترى الدنيا من عينيه أن يصبح تغرك شبيها لثغره من شده النظر إليه الحب أن تتمنى لو أنك تملك قوى لتخبئه بالعمق العميق من ضلوعك أن تخبئه بين أوردتك أن تأخذه بعيداً عن العالمين أن تتذكره وأنت في ذروة انشغالك أن تخبره دائما بأنك تحبه، كيف ولا وهو دائماً مصدر الأمل الذي يفوح عبيره من قلبك ماذا لو أصبح حبه هو الحياة أن تبدأ صباحك به وأن تقف عتبات مساءك عنده أن تأخذك الأشواق إليه وأن يرتجف قلبك لمجرد ذكر حروف اسمه أن يكون حبك هو الحب الصادق الخالي من شوائب الحياة وأن تنتظره عندما تضيق به الحياة ليأتي ويبوح بكل ما يحزنه دون أن يتردد أو يتراجع، حتى عندما يصادفك يجدك تدعو له دائماً بأن لا يمس قلبه أيَّ خدش فيمسك أضعافه، أن تنتفض الحياة في روحك لمجرد سماع صوته. ماذا لو كان هو الشخص الأستثنائي الذي يأخذك منك؟ أن يكون هو الأقرب حين تبتعد عن الجميع حتى حين تبتعد عن نفسك وأن يعيدك إلى بحر الحياة بنظرة منه، وعند حزنك يعانقك ليتلاشى كل الكون من حولك ماذا لو كنت حبه الأبديّ وأن تكون كل طرقه تؤدي إليك ماذا لو كانت جميع الصدف تجمعك به وجميع خياراته أنت؟ وأن تهرب منك إليه فيحتويك بكل قوته أن يكون خليلك يزيل حزنك وكفيل لمبسمك، هل علمت ما هو الحب وكيف لي أن أعلمك معنى الحب وأنا لا أدري عنه شيئا أراه في وجوه كل من حولي لكن ليس لدي طريقه لاستنباطه، ها أنا الآن أتيقن أن الحب مجازفة وأن عليك أن تتمسك بمن تحب وتغفر ذلاَّته، أيقنت أن الحب يصنع ما هو مستحيل أيقنت أن الحب هو أن يأتي أحدٌ على مقاس قلبك يسكنه ويرفض دائما انتزاعك له ليثبت لك أنه محال عليك أن تبعده عنك هذا هو الحب.
0 تعليقات