نص نثري بقلم الكاتبة : رنا علي الدهون



بعثرةُ حياة 


تضيق بگ الحياة وتخنقك في بعضِ الأحيان ، تعجز الحروف عن الوصف ويعجزُ اللسان عن الكلام وتعجز أنت عن التعبير`• كأصابع أيادٍ متشابكة ، خفقاتُ قلبٍ متضاربة، عزلة تامة وحُزن عميقْ يخيمُ داخل قلبك كشخصٍ جالسٍ في ظلامٍ حالك لم يرَ نورًا قطُّ ... قطارٌ من الذكريات يمْر سريعًا في مخيلتك بعد أن أخذ من حياتك سنين طوال ، تستغرق وقتًا عميقًا في التفكير وأنت تظن انها دقائق ، يعود بك لذكرياتٍ قديمه وتبحر في بحر المشاعر وتخرج عالقًا بشيء من بقاياها ، قد يصيبك الأسى والحزن عندما تتذكر فراق عزيزٍ ما وقد تفرح لتذكرك كلمة طمأنت بعثرة قلبك وأعادت له سكينته قد تشتاق وقد تبكي وعندما تتعمق أكثر قليلا وتتعثر بالتفاصيل تلتف حول روحك المواقف وأشنع الذكريات وتبدأ روحك بالصراخ وهنا تظهر الفجوة والخلل ليبدأ النزاع بين قلبك الذي حنَّ واشتاق وعقلك الذي لم ينسَ شيئًا ويرفض الخضوع لمراد قلبك وتقع في حيرةٍ من أمرك فحذارِ أن تختار قلبك لأنه يمشي وراء العواطف وقد لا تعلم إن كان اختيارك صائب أم لا وما إن قررت اتباع عقلك ستغرق في دوامة التفكير وستقع في الحيرة والشك وقد يكون اختيارك خاطئا حتمًا ...


أما آن للفجوة أن تنتهي؟! أما آن للعاصفة أن تهدأ؟! متى سيتجلى الظلام ومتى ستشرق شمس الأمنيات؟! ... وهل من أحد يعيد لقلبنا السكينة ويمحي كل تلك الذكريات ؟! من يعلم متى ستعود المياه لمجراها لذلك اقتنوا كلامكم جيدًا واعلموا أن الكلام كالماء لقلوب الآخرين إما أن يروي قلبًا أو يغرقه فاجعلوا لنا ذكرى طيبة منكم تُريح عقولنا قبل القلوب.

إرسال تعليق

0 تعليقات