نص نثري بقلم الكاتبة : إسراء رياض مخامرة

                           


                       أضغاث أحلام

فقد تهالك جسده بحثًا عن مأوى ليرتاح فيه قلبه الهامد كالجثة، لقد ضاع أملُه بجميع ما يملك، وما كان منه إلا أن يموت وهو على قيد الحياة، لم يكن فراقُه لذلك الأمل سهلًا، جعل منه مادةً خام عابرة لا يتطلع إليها الكثيرون، أملٌ سُلِب بالقوة، لم يتبقى منه سوى رائحة عِطره، أحلام ميتة على أرض الواقع، كلمات تائهة تخرج من فمه لا يستطيع التأوه بها، بدأ كل شيء أمامه، من حوله بالتباطؤ والتلاشي، اندثر كل شيء، باتّ فقدانه كطعم علقمٍ مرارتُه لا تزال في فمهِ منذ زمن، ليته يعود في يومٍ من الأيام، فُقِدَ هنا الأمل، تاهت الكلمات، تضرَّر الواقع، فُقِد الشغف، بقيَّ على هذا الحال لكن دون جدوى من أن يتغير أيُّ شيء، تحول كل هذا إلى آلة تسحق أحلامه كلما بات يعيد النظر في ذلك الموضوع

يشعر وأن غصةً تقبض روحه إلى سماءٍ سابعةٍ كلما تذكره، لا شيء مما كان يحلُم به كان موجودًا، رغم أنه مَرَّ بعِدةِ صعاب تَصعُبُ على الجبال أن تتحمَّلها، وما كان منه إلا أن يصبر على ذلك الألم المُميت الذي يجعل منه إنسانًا متوحشًا لم يرحم نفسه قط، يُؤذيها بأيِّ طريقةٍ كانت، كانَّ كلما سمع أو رأى شيئًا يُحبه يَغِض النظر عنه رغمًا عنه ويقول في باطن عَقلِه هذا ليس لك، ليس من حقك، تجنبه، فكان بالفعل يتجَنبه خوفًا من أن يظهَر الألم من عيّنيه أولًا.


إسراء رياض مخامرة

إرسال تعليق

0 تعليقات