نص نثري بقلم الكاتبة : هديل رياض صالح



صمتٌ، صمتٌ مريب ...

 شخصاً غير مرئّي هل هو سرابٌ، أم فتاتٌ صخري في أحد الأنهار، مهلاً ما الذي أتفوه به، كلامٌ غير مفهوم أفكارٌ متداخلة تلك الأمور لست أنا من أتفوه بها بل الصوت الذي برأسي .. لا لست أنا الذي أتفوه بها بل انت أتذكر عندما قذفت نفسك من الطابق الأول وإتهمتني بأنني طلبت منك فعل ذلك .. نعم أذكر  ووقعت ميتاً .. لا أعتقد أنك مت فأنت تشعر بلهيب الحياة، نعم ذلك هو لهيبها فأنت قادر  على تمييزه جيداً .. هل بأمكانك الصمت قليلاً أيوها الصوت اللعين من أين أتيت انت، الحياة لم تقذفني في لهيبها أنا لا أشعر به .. لا بل أنت تشعر به ولكنك تحاول إنكار ذلك هل تقوى على إنكار  انك مازلت غير مرئي، تلك الأمور التي تراها أتعتقد أنها مجرد هواجس في رأسك لا بل هي جلية .. كفا هيا أُصمت الآن لا تنسى انك مجرد صوت عالق في رأسي وسأتخلص منك وأنفضك من رأسي كنفضِ للغبار وتلك الأمور التي أراها هي هواجس، هي هواجس فحسب بسبب الاضطراب العقلي والنفسي .. مهلاً هل قلت أنك ستتخلص مني ههههه لا بل أنا من سيتخلص منك و هل قلت أنك مصاب باضطراب منذ متى هل أصبحت تتهم نفسك بأنك مصاب باضطراب نعم انت مصاب باضطراب ولكن ليس هو من يفعل بك هكذا اضطرابك يسبب لك أمورً أخرى .. أنسوا أمر ذلك الصوت اللعين والآن أخبروني كيف حالكم مع ذلك الفايروس الذي يسمى كورونا هل مازلتم في الحجر المنزلي، ولكن إلى متى ستبقون في المنازل هيا أُخرجوا، أُخرجوا ليقضى عليكم ولكن  كيف وأنتم ذلك الفايروس اللعين، لا أحد يأتي ويقول لي فأنت من البشر معنا وبالتالي أنت فايروس كما تقول عنا، أنا ههه أنا الدواء ...

مهلاً لحظة، ماذا ؟! من أنا عن ماذا أقول؟! هههه تباً لي، نعم نعم تذكرت الآن، تذكرت من أنا .. أنا لا أحد لست إنس ولست جن ولست شبح وما أنا بكائن فضائي، أنا كائن غريب، كائن يتفوه بالتفاهات ما رأيكم بتفاهاتي .. أرأيت نسيت من انت هيا اكمل اكمل لتثبت لنفسك .. لا أنا فقط مرهق قليلاً سأذهب للنوم، حاولت النوم لمعرفة ماذا يحصل لي فالأحلام أجمل فهي الحقيقة بالنسبة لي وليس الواقع، على نبذة أنني أستطيع التمييز بين الواقع والخيال، لماذا وسادتي مبتلة هل كنت أبكي ولكن متى، لا لم أكن أبكي فوجهي بخير وملامحي جميلة وليست ممتقعة .. نعم انت كنت تبكي من ألم الرضوض التي أصابتك من إلقاء نفسك .. لن ألقي إهتماماً لك فأنت مجرد صوت، حسناً سأذهب  لكتابة شيءً أو قراءة روايةً ما .. هيا أذهب لكتابة شيءً ما ونظر ماذا ستجد ولكن لا تقول عما ستراه أنه مجرد هاجس .. يا الله ماذا يحدث من مزق كتاباتي وأحرق رواياتي، هل هي أمي، ولكن أمي متوفية من ثلاث سنوات، هل هم أخوتي كفا الآن، فأنا لقيط ليس لدي أخوة .. هل رأيت والآن أتت اللحظة الحاسمة .. ماذا تقول أي لحظةٌ حاسمة أخخ ماذا يحصل لي أشعر في وخزةٍ قوية في قلبي، هل أحداً هنا، أريد المساعدة فأنا أفقد حياتي .. لا ليس أحداً هنا للاستجداء به مت بمفردك .. بماذا أصبتني ما الذي فعلته لي يا إلهي رأسي أشعر بشيءً بداخله، وبدوارً شديد ...

انتهى الأمر، وقع ميت توقفت دقات قلبه، وبعد مدة من بقائه ميتاً في منزله دون معرفة أحد فاحت رائحة جسده، تم دفنه دون أحد ليعلم بمعاناته، شعر بمعاناته لوحده .. وختفيت أنا معه ...

إرسال تعليق

0 تعليقات