الكاتبة: فاطمة أحلال

صالة تاريخ الأمازيغ الفينان



جدتي ديهيا الفاتنة كلما دخلت إلى منزلها، كأنني أدخل إلى

 عالم آخر، حيث أن صالة بيتها جعلت منها متحفا فنيا، رفوف الكتب منسقة ومرتبة تعطي للضيف فضولا في قراءة عناوينها، وحلي قديم ورتته من جدة أمها علقته عاليا قرب السقف في تشكيلة دائرية بديعة وكلما جلست معها أظل أسألها عن أسمائه لأني أفتن بطريقة سردها تلك، حيث أن هناك اللوبان: وهو عبارة عن أقراص دائرية لونها مثل لون السماء حين تغرب الشمس ترتديه النساء في أعناقهن ،وهناك أيضا تزرزيت شكلها مثلت منقطة بنقط في الجوانب تشد بها النساء لحافهن ليعطي رونقا ويزيد على ذلك اللحاف الأسود الغامق جمالا فياضا، وأملحاف بنفسه هو ثوب طويل في جوانبه توجد تطريزة بألوان متنوعة وأشكال فريدة من نوعها، وتانبلين : هي سوار من الفضة الامعة ، وفوق التلفاز تضع صورة للعائلة تعود إلى الخمسينات من القرن الماضي أظل أنظر إليها وأحلل حكايتها، وقناديل بهية موضوعة فوق صندوق نقوشه بهية، وكم أعشق مذاق الطعام الذي تقدمه، حيث أنها تملئ الطاولة بأنواع شتى من الأطعمة الغينانة كالعصيدة المصنوعة من القمح المطحون في الرحى وهي آلة مصنوعة من التراب والحصى وتسمى أزرك باللغة الأصيلة، وبركوكش هو أيضا يتم صنعه من القمح يشبه الكسكس، وكل من زيت آملو وأركان المشهوران، وخبز يتم طبخه في فرن تقليدي يسمى أفرنو، وقرب النافذة تضع أكياسا من القرنفل لتعطي رائحة عطرة للمكان، وزيادة على ذلك فإنها تبدو في طريقة لبسها كتحفة ثرية بكل أنواع الزينة، أما عن اللغة التي تتحذت بها فهي أمازيغية أصيلة حتى انا التي أتقنها أحيانا لا أفهم بعض الكلمات التي تقولها وحين أخرج من بيتها أشعر بحزن لأني فارقت موطنا يحمل من تاريخ أصلي الكثير والكثير، جدتي هذه ترحب بكل من أراد السفر وإكتشاف ثقافة الأمازيغ العريقة في صالتها العظيمة هذه .




إرسال تعليق

0 تعليقات