مزيج
يا لها مِن ذِكرَيات قَضمَت قِطعَةً من دماغي وترعرعت داخِلة، نعم اتَذكّرُها كأنَّها حدثت ليلة أمس، عندما وجدتُ نفسي تائهٌة وسط بنيانٍ شاهقة لافتةٌ بطريقة سحرية زجاج نوافذها يلمع كالُّؤلؤة وترى انعكاس جمالية وجهك من خِلاله، من حولها الأشجارٌ الشاهِقة والتي تسلقت على البنيان من شدة طولها لونها، المُخضَرُّ الحيوي مع ازهار مُتَلَئلِة تُزين اوراقها كأنها عمل فني تم اتقانه بيد حرفي ماهر، أما عن الثمار وأنواعها فأشجتني بِزَهوِها فاجتاحتني غرابتها حتى كدت أشعر انني في جنة، صراحةً غرابَةٌ عجِزَت تلك الحروف عن وصفها، فلها وَضَاءةً ورونَق يميزها عن عالمنا ، وماذا عن الهدوء؟ لا ضجيج ولا صَخَب فقط صوت جريان الماء كأنَّة يحاورني ويسامرني، صوت ضرب قطراته بقاع الأرض ِ طنينه داخل أذني إلى الان ، الزهرات الصغيره من حجمها تلك كأنها فتاةٌ ذات فستان بلون القزح تتهادى بين قطرات الماء حتى تصل إلَي، نظراتُ عيناي مليئة بالراحه ولا ادري أين أرمي بعيناي لِشدَّة فروهة المكان، أهنف وأعاود الابتسامة تارة اخرى بسبب حيرتي، استلقيت متأملة بالسبب الذي جعلني أُصادِف أعجوبة كهذة وفي تلك اللحظة تراقصت بين سنابل شعري يد رقيقة حنونه استدرتُ وما هي إلاَّ صديقتي لوهلة حدَّقتُ بِدَهشة وسرعان ما احتضنتها بِلهفة فلم ارها لفترة طويلة، اعتلت ملامح وجهي ابتسامة فيها بهجة لا توصف، اخذتَُ بيَدها كالطفلة وركضتُ بها بخفة وانا أرمي خلف حذائي قطرات الماء الَّلامِعَة أريتُها كُلَّ شيئ حتى أصابنا التعب وقررنا الارتياح، وما ان جلسنا اصابنا الوَسن وسرعان ما غفونا لكن لن استطع فصدمت وعلمت انني في ذلك الحلم الذي يطلق عليه الحلم الوردي.
0 تعليقات