مسابقة نص فلسطين الكاتبة:تسنيم مفلح اللصاصمه


اللقاء الأول

مدينتي أطفئت قناديلها ، فهمسَ الليلُ بصوتٍ ملائكي بأن موعد اللقاء باتَ قريب ، فعزف النايُ على أوتارهِ الرنانة مقطوعةٌ أرتجفَ لها قلبي وزلزلتْ كياني ، فستيقظَ ذلك الشعور الدفين الذي بداخلي حاملاً معهُ من الاحاسيس أجملُها ، فأبانَ طيفٌ حملني معهُ وحلقَ بي لمكانٍ كأنهُ جناتٍ نعيم ، فسرتُ في أرجاء هذا المكان وعيناي مُتعطشتانِ لموعد اللقاء الأول أما قلبي فزدادتْ خفقاتهُ ، وجسدي أرادَ أن يكونَ جزءاً لا يتجزء من هذا المكان ، وأما عن عقلي فقد دُفِنَ في حجرتهِ السوداء تلك لأن؛ الناطق الرسمي بإسمي أصبحَ قلبي لا عقلي ، وفي أثناء تجولي في المكان هبتْ نسماتُ ريحٍ تحملُ معها كلمات أُغنية أمُ كلثوم (أنتَ عمري)فأدركتُ بذلك أنني أقتربتُ من موعد اللقاء ومن الوعد المنتظر ، فكنتُ كل ما أقتربُ خطوةً يصبح الصوت أوضح وأعمق ومع كل خطوةٍ يزدادُ خفقانُ قلبي ويرتعشُ جسدي . فحان موعد اللقاء كانت لهفتي في ذلك الوقت كلهفت قيسٍ حينما أرادَ لقاء ليلى فتجاذبت العيون ، وتألفت القلوب ، وتسامرت العقول ، فوجدتُ في عيناكي يا قدسُ دفءٍ غريب وگأن الجنةَ خُلقت في عينيكي يا قدسُ ، نعم محبوبتي هي القدس ، وجدتُ في محبوبتي عبق الماضي و تطلع المستقبل ، في القدس وجدتُ أن الأسوار تروي قصص لم تستطيع أفواهُ البشر أن ترويها ، إني أرى نفسي في محبوبتي وكأنني وجدتُ نفسي من جديد ، كما قال عندليب الأغنية العربية في أغنيتهِ الشهيرة (أهواك )نعم أنا أهواكي يا قدسُ ، سلامي لمحبوبتي صاحبة الصوت الملائكي سلامي لمدينة الصلاة ، بالرغم من أن مدن العالم مضائه إلا أنكي تبقين ملاذي الوحيد .


إرسال تعليق

0 تعليقات