نص نثري بقلم الكاتبة:هدى صالح زيوت

 سَيَكُون اللِّقَاء أَبَدِي 

أَيَا نجمتا صَعِدَتْ إلَى السَّمَاءِ وَقَبِلْتُهَا، 

غِبْت وَمَا غَابَت ذكراكِ، 

أَيَا عَزِيزًا فَارَقَنِي وَبَقِي مَكَانَه فَارِغًا، 

هَيْهَات أَحْلَامَنَا قَتَلْت، هَيْهَات ذكرياتنا دُفِنَت، 

يَا مُوَاسَاةٌ الْآلَة زورينا ، عانقينا ، قبلينا، 

وامسحي بِيَدِك عَلَى كُلِّ ذِكْرَى، 

يَا لَيْتَهُم آخذو الذِّكْرَى إذ اِبْتَعَدُوا، 

زالو وَلَا زَالَ طيفهم وَلَا أَثَرِهِم، 

رِسَالَةً إِلَى كُلِّ الْأَرْوَاح الْمُعَلَّقَة ، تِلْك الحزينة الَّتِي لَا تَدْرِي مَا العَمَلُ ، إلَيْك، نتجرع مَرَارَة الْفِقْدَان وَاحِدَة تَلَوْا الْأُخْرَى ، ونسينا أَن فَكَرِه الْأَبَدِيَّة كَاذِبَةٌ ، يَدُ اللَّهِ تَمْسَحُ عَلَى كُلِّ قَلْبُ فاجِع ، وَقَبْلَه تَطَبَّع عَلَى جَبِين كُلّ صَابِرٌ ، سينجلي الْحُزْن ، سنصبر ونصابر إلَى أَنْ يجمعنا اللَّهُ بِمَنْ فَارَقْنَا رَغْمًا عَنَّا، ولنعلم أَن كلنا تَحْت رَحِمَهُ اللَّهُ الْوَاسِعَة إنْ أَخَذَ فَهُوَ رَحِيمٌ وَإِنْ أَعْطَى فَهُوَ كَرِيمٌ ، نَسِيرُ فِي دَرْبِ نَعْرِف نِهَايَتِه ، وَنَعْلَم أَنَّهَا دَارُ فَنَاءٍ مَا كَانَتْ الدُّنْيَا يوماً مُرَادُنَا ، سيجمعنا اللَّهُ فِي دَارِ الْآخِرَةِ ونضحك عَلَى أَلَمٍ الدُّنْيَا ، سنلتقي عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، ستحاوطك دعواتي ، وتنيرك صلاوتي ، سَتَجِدُنِي أَذْكُرُك فِي صحوي ومنامي ، وَأَرْسَل لِلسَّمَاء قبلاتي ترتيلاتي دعواتي ، ستحيط بِنَا مُوَاسَاةٌ اللَّه ويربت عَلَى كُلِّ قَلْبُ لَا يَقْوَى فِرَاق خَلِيلِه، سُبْحَانَهُ مَا خَلَقْنَا ليعذبنا ، وَإِنَّمَا أُرِد بِنَا خَيْرٌ، 

اللقاء الثَّانِي عِنْدَ اللَّهِ بُشْرَى مطمئنة، ما كَانَتْ أَرْضُ الْفَنَاء يوماً أَرْضَنَا، طِبْت وَطَابَت ذكراك ، كَانَ مِنْ الْمُفْتَرِض الْآنَ أَنَّ تَكُونِي هَا هُنَا بِجَانِبَي ، ويداك تَعَانَق يَدَاي ، ونخوض دروبنا مَعًا ، لَكِن شَاء الْقِدْرِ عَلَى أَنَّ يتوجك نجمتاً سَمَاوِيَّة نَنْظُر أليها كُلَّمَا عَبِق الشَّوْق وَفَاض بداخلناَ.


إرسال تعليق

0 تعليقات