سَيَكُون اللِّقَاء أَبَدِي
أَيَا نجمتا صَعِدَتْ إلَى السَّمَاءِ وَقَبِلْتُهَا،
غِبْت وَمَا غَابَت ذكراكِ،
أَيَا عَزِيزًا فَارَقَنِي وَبَقِي مَكَانَه فَارِغًا،
هَيْهَات أَحْلَامَنَا قَتَلْت، هَيْهَات ذكرياتنا دُفِنَت،
يَا مُوَاسَاةٌ الْآلَة زورينا ، عانقينا ، قبلينا،
وامسحي بِيَدِك عَلَى كُلِّ ذِكْرَى،
يَا لَيْتَهُم آخذو الذِّكْرَى إذ اِبْتَعَدُوا،
زالو وَلَا زَالَ طيفهم وَلَا أَثَرِهِم،
رِسَالَةً إِلَى كُلِّ الْأَرْوَاح الْمُعَلَّقَة ، تِلْك الحزينة الَّتِي لَا تَدْرِي مَا العَمَلُ ، إلَيْك، نتجرع مَرَارَة الْفِقْدَان وَاحِدَة تَلَوْا الْأُخْرَى ، ونسينا أَن فَكَرِه الْأَبَدِيَّة كَاذِبَةٌ ، يَدُ اللَّهِ تَمْسَحُ عَلَى كُلِّ قَلْبُ فاجِع ، وَقَبْلَه تَطَبَّع عَلَى جَبِين كُلّ صَابِرٌ ، سينجلي الْحُزْن ، سنصبر ونصابر إلَى أَنْ يجمعنا اللَّهُ بِمَنْ فَارَقْنَا رَغْمًا عَنَّا، ولنعلم أَن كلنا تَحْت رَحِمَهُ اللَّهُ الْوَاسِعَة إنْ أَخَذَ فَهُوَ رَحِيمٌ وَإِنْ أَعْطَى فَهُوَ كَرِيمٌ ، نَسِيرُ فِي دَرْبِ نَعْرِف نِهَايَتِه ، وَنَعْلَم أَنَّهَا دَارُ فَنَاءٍ مَا كَانَتْ الدُّنْيَا يوماً مُرَادُنَا ، سيجمعنا اللَّهُ فِي دَارِ الْآخِرَةِ ونضحك عَلَى أَلَمٍ الدُّنْيَا ، سنلتقي عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، ستحاوطك دعواتي ، وتنيرك صلاوتي ، سَتَجِدُنِي أَذْكُرُك فِي صحوي ومنامي ، وَأَرْسَل لِلسَّمَاء قبلاتي ترتيلاتي دعواتي ، ستحيط بِنَا مُوَاسَاةٌ اللَّه ويربت عَلَى كُلِّ قَلْبُ لَا يَقْوَى فِرَاق خَلِيلِه، سُبْحَانَهُ مَا خَلَقْنَا ليعذبنا ، وَإِنَّمَا أُرِد بِنَا خَيْرٌ،
اللقاء الثَّانِي عِنْدَ اللَّهِ بُشْرَى مطمئنة، ما كَانَتْ أَرْضُ الْفَنَاء يوماً أَرْضَنَا، طِبْت وَطَابَت ذكراك ، كَانَ مِنْ الْمُفْتَرِض الْآنَ أَنَّ تَكُونِي هَا هُنَا بِجَانِبَي ، ويداك تَعَانَق يَدَاي ، ونخوض دروبنا مَعًا ، لَكِن شَاء الْقِدْرِ عَلَى أَنَّ يتوجك نجمتاً سَمَاوِيَّة نَنْظُر أليها كُلَّمَا عَبِق الشَّوْق وَفَاض بداخلناَ.
0 تعليقات