قصة قصيرة بقلم الكاتبة:إسراء_محمد_شتات

 

ماذا تراك تفعل قبل أن تذبل زهرتك في هذه الدنيا؟ 

كان يعمل مديرًا لأحد محطات النفط؛ لتوفير لقمة العيش لأولاده الأربعة، كان شابًا طموحًا يتشبث بالحياة، عيناه يغزوهما الأمل، كان نشيطًا لدرجة أنك تفكر لوهلة ما إن كانت حيوية الشباب جميعها انغرست فيه، إلى أن نزل ذاك الخبر اللعين كصاعقة على قلب أفراد أسرته و من يحبونه و أصدقائه و أقاربه، مرض السرطان بالدم فقد أخبرهم الطبيب أنه في المراحل المتقدمة و لم يبقَ له حياة على هذه الأرض سوى بضعة أيام، لكن الغريب في الأمر أنه من المعروف أن ردة فعل ذاك الخبر الانهيار و الانكسار؛ فهو خبر ينهار أمامه أقوى رجل في العالم و إن كان مصنوعًا من الفولاذ كما نشاهد في القصص الخيالية، ذاك الشاب كانت ردة فعله عند سماعه لذاك الخبر على النقيض تمامًا؛ فأصبح يتناقش مع الطبيب عن طبيعة المرض، و متى سيبدأ بإجراءات العلاج، و أخذ يتجه نحو أقاربه فردًا فردًا و يقوم بتهدئتهم و يضفي بعض النكت الظريفة عليهم؛ ليضحكهم، و كأن الأدوار انقلبت بين هاتين الصورتين.

أخذ ذاك الشاب ورقة و قلمًا، و كتب الأعمال التي سيقوم بها قبل أن تذبل زهرته في هذه الدنيا، و كانت أولهما أن يقضي وقتًا مع جميع أحبته فردًا فردًا، ثم يسافر و يقم ببعض الأعمال الجنونية، فقد سافر إلى مدينة نيويورك، و قفز بالمظلات، و ركب على الأمواج، و تسلق الجبال، و قام بصنع مشروع لذوي الاحتياجات الخاصة؛ ليترك أثرًا دائمًا له حتى بعد ذبول زهرته في هذا العالم


إرسال تعليق

0 تعليقات