فناجين دروس ،
كيف لنا أن نتجاوز سكين الصدمة البارد،
أو أن ننسى صفعة الخيبة التي أعادت تشكيل مفهوم الحياة أمامنا ،
أو أن نُغَيِّب لحظات الاغتراب وسط الحشود والذهن الشَّرود، قبضة اليد على نفسها ،
المشاهدة بأفواه لم تتحرّك من شدة الذهول ، إرهاق البحث عن الأسباب ، وسخافة الأعذار ، ووحشية المنطق ،
بؤس الحال بين الممكن والمستحيل !
الوقوف بين الغفران حفاظاً على الود وبين أثر الكدمات ، بين عزّة النّفس لحقِّها وعزة العشرة لحقِّها أيضاً ،
كان الطعام فتات أمل ، أما الشّراب فناجين متخمة بالدروس ،
الصرخات التي تحشرجت في الحنجرة ، لأنّ الكلام بات أخرساً إن مسَّ الكبرياء ،
أيّ حرارة عذر أو لهفة صفح ذاك الذي يُخفي أثر برودة السكين ؟!
فاللحظات الأولى لا حروف لها ، إنّها شعور فقط .
أيّ سبب أو جواب عتب يعيد الحياة على هوانها حينها ؟!
ألم يُذكَر كثيراً أنّ شيئاً يموت منّا بعد كلِّ فقد ؟! فماذا عن فقدان الأمان من أشدّ مصادره ؟!
لا تتبلّد تلك الأشياء فينا لكنّها سنة الكون أن نموت على أجزاء ، فيرانا أحد الأكثر مثالية والأشد قوة في البرود والعقلانية ، والحقيقة أنّنا جنود عقاب القدر ومسائل الوقت ، وعزة النفس ،
فما الضمّاد إذا نزفت الأماكن أفعال ساكنيه ؛ إلّا أن نتجرّع أكسجين الصبر لنكمل الرحلة والزهد في الدنيا عكازنا المخلص .
0 تعليقات