نص نثري بقلم الكاتبة: آية خالد دغــمــان



                          (إلى متى)

باديءٍ دي بدء : كلام الجرائد لا ينفع يا صديقي ، أولئك اللذين يكتبون ف الجرائد يتواجدون الآن في بلدان أخرى أمنة و يجلسون على كراسي مريحة في غرف واسعة فيها مدفأة و صور ، ثم يأتون و يكتبون عن ليبيا و عن حرب ليبيا ، و هم لم يسمعوا طلقة رصاصة واحدة في حياتهم كلها ، و لو سمعوا لهربوا إلى حيث لا ندري جميعنا ، يا صديقي ليبيا ضاعت و ضاعت معها ديمقراطيتها و حريتها و ضاع شبابها لسبب بسيط جداً لأنهم كانوا و لا زالوا يريدون منا ان نرى أعز أناس عندنا يموتون جراء القصف ، و ان يُسرق حق المواطن و أن نعيش في خوف . أن نصمت و ان نتصرف بطريقة عادية و كأن شيئاً لم يحدث ، و أن ننهض اذا قالوا لنا انهضوا و ان ننام اذا قالوا لنا ناموا ، و ان نتحمس ساعة يريدون منا ان نتحمس و ان نهرب ساعة يريدوننا ان نهرب ان يسيروا لنا حياتنا كما يشاؤون . لقد همشوا الانسانية بأكملها و زرعوا فيها ثقب اسود كبير (كـ ثقب الأوزون لو لا لطف الله بِنَا)..و هكذا إلى أن وقعت المأساة و هم أنفسهم لا يعرفون متى وقعت و متى ستنتهي.



إرسال تعليق

0 تعليقات