نص نثري بقلم الكاتبة:هديل عماد عياش

 

                            بالانتظارِ 

لقدْ انتظرتْ ذلكَ اليومِ أيامُ طوالِ 

انتظرتْ تلكَ البسمةِ ساعاتِ طوالٍ

 لقدْ عددتْ الدقائقُ والثواني الطوال

 ألم يحنْ موعدُ اللقاءِ بعدَ يا حنينْ الروحِ 

ألم تشتاقُ ألم تحنْ عيناكَ إلى كوبِ القهوةِ الذي أعدهُ بكلِ صباحَ تلكَ الوسادةِ المركونةِ بجانبيْ أصبحتْ باردةً

 كوبَ القهوةِ أصبحَ مثلجٌ وهوَ ينتظرُ أنْ تضعَ شفاهكَ بداخلهِ 

يا خاطري المكسورَ أنا بانتظاركَ لتجبرَ كلَ تلكَ الندوبِ

 يا عيوني الساهرةَ التي أصابها الأرقُ 

هيَ بانتظاركَ لم أغلقها منْ بعدُ ذلكَ اليومِ البعيدِ جدا 

رسائلي قدْ أصابها اليأسُ ، أصبحتْ مبتلةً تماما 

لا أدري منْ دموعي بكلِ ليلةِ حنينْ ؟ 

أمُ منْ زخاتِ المطرِ وهيَ تنتظرُ ساعيَ البريدِ يوصلها . 

يدايَ أصبابها الجمودُ منْ فرطِ حروفي التي لمْ تصلْ بعدُ 

عيانايْ أصابها التعبُ منْ فرطِ النظرِ لكلِ تلكَ الرسائلِ

 عزلتي وأنا بتلكَ الغرفةِ التي يملؤها الظلامُ أصبحتْ إدمانَ لي أخافُ أنْ يطرقَ أحدهمْ البابَ ولا أستطيعُ تركُ تلكَ الوسادةِ

 أوْ أنْ أقفَ على قدمي لأصلِ إلى حافةِ تلكَ البابِ 

أريدُ أنْ أستمرَ بوحدتي لحينِ قدومكَ أريدُ أنْ أبقى بجانبِ تلكَ النافذةِ لأرى ساعيَ البريدِ أمامَ بيتي 

أوْ أنْ أراكُ تأتي أنتَ وظلكَ إلى بيتنا القديمِ 

أرجوكُ أنا بانتظاركَ منذُ زمنٍ

 أرجوكُ انتبهَ قليلاً لكلِ تلكَ الرسائلِ المليئةِ بالدموعِ 

يا قرةُ العين ألم تشتاقُ إلى مبسميْ بكلِ صباح 

كنتَ قدْ اعتدتْ على إظهارِ تلكَ البسمةِ إليكَ

 أما الآنِ فظهورها أصبحَ كالمعجزةِ لنفسي

 لا أدري مشاعري قدْ غلبتْ أمري

 أمْ أني أتحركُ بقلبي دائما بدونِ تفكيرٍ

 لأنني بكلِ يومٍ أتذكرُ كمْ كانَ قلبكَ يملؤهُ القسوةَ تجاهي أتذكرُ برودُ عيناكَ حينَ أهمسُ بالقربِ منكَ أنني سأبقى لكَ الحبُ الأولُ والأخيرُ . 

حينها توجبُ على نفسي أنْ أفهمَ أنكَ سوفَ تتخلى بكلِ تلكَ السهولةِ 

ولكنني ما أزالَ باننظاركْ إلى ذلكَ اليومِ المنتظرِ 

فأنتَ الحبيبَ الأولِ




إرسال تعليق

0 تعليقات