خاطرة بقلم الكاتبة : ديالا محمد السيوف

 

*حدث في المنتزه*
قادتني خطاي في يوم ربيعي إلى منتزه الحي في الشارع الخلفي، صرخات أطفال امتزجت ضحكاً ولعيب رملٌ ذهبي افترش الأرض بين الأراجيح والزحاليق. مقاعد بلون العشب امتدت في الممر على الطريق...
هنا وطأت أقدام اطياف المجتمع لتترك صوراً ونماذج لهذا الكوكب الضخم العتيق...
من البوابة مفتوحة الذراعين دخل وجهٌ للحب البريء إنهم مواليد العشق الجديد عيونهم تتراشق شغفاً، أيديهم دافئة متشابكة روحهم من جمالها لا حدود لها في الهيام مسافرة، بنظرةٍ واحدة أيقنت أن أقدام الحب كانت لهم إلى هنا قائدة...
بين زحمة الأطفال واللعيب سقطت خيبة هؤلاء الأزواج قبل أجسادهم على ذاك الكرسي الصلب الحديدي وجوههم ذابلة قلوبهم بدت باردة، لا حديث ولا حوار سوى ابتساماتٍ هادئة وحولهم الأطفال باللعب أذهانهم شاردة، بتحليل فطين أدركت أن لا قائد للمجيء سوى تذمر الأطفال والنقيق...
بنظري تجولت لألتقط إمرأة تجاوز شبابها الستين تحاول منع تدفق دموعها بمنديل، لا أطفال ولا شريك تراقب المارة باستياء، بعد التحديق بتلك الهالات والتجاعيد علمت أن الوحدة هي من أجبرتها على المجيء فتابعت المسير.....
هنا وقد حطت خطاي إلى آخر محطات هذا المنتزه اللطيف لأشتم رائحة الغيبة والنميم تعلو حلقة نساء على الأرض مجتمعين بأحاديثٍ بالية وزلات لسانٍ قاسية جلسةٌ قادتها الشياطين، نساء فارغين بعدم الاكتراث متنعمين لاشيء ساقهم سوى قلة العقل وذاك الفراغ اللعين....
ثقل رأسي بين الأكتاف لشدة ما تحسس من تفاصيل، في مكان صغير اجتمع الحب حياً بين الكفوف ومضى بين سنين العشرة قتيل، هنا التقيت الأطفال والشباب اليافعين ومن يقضي ما تبقى من العمر متكئاً على العكاكيز...
في منتزه الحي الحيوي اللطيف إليكم ما حدث بين ثناياه بالتفاصيل....


إرسال تعليق

0 تعليقات