الكاتبة: سراء طلال هيلات


تقريبًا ما بعد مُنتصف الليل أجلسُ لوحدي داخل غُرفةُ حارة تنبعُ منها العفوُنة الشَديدة، وغْبارٌ على الطاولة التي أمامي، جالسةً على مقعد مُهترئ و بجانبيِ كوبَ قهوة ومعي سِيجارة واحدة أخذتُها من أخي غِلسة، بينما كُنت أُدخن وأستنشقُ هواء الدُخان تيقنتُ بأننا نعيش على كوكبًا مُثيرٌ للأشمئزاز والشفقة وأننا لسنا إلا خواءٌ ووهم، 

نَدبتُ حَظي السيء ويوم ولادتي، والواقعُ الذي أعيشُ به ، قبل الفجرُ بقليل أذهب إلى فراشي وأقوم ُ برمي تلكَ الجُثة الهامدة وأحتضنُ وسادتي وأذهبُ إلى عالم الكوابيس الأحلام المُزعجة، استيقظُ صباحًا أنظرُ لنفسي بالمرأة وأقول لا بأس أنني قوية، وبعد أستعدادي لمواجهة يومًا جديد، أذهُب للأختلاط بالعائَلة والأقارب والأصدقاء يعاملونني كأنني سِراجاً من نور لا ينطفئُ أبدًا شمسٌ تُنير لهم الدرب وكأنهُ نور الأعوام والأمل مزروعٌ داخليِ، لا يعلمون أنني أعيشُ بجحيم أكبر من قوتي وضعفُ حيلتي أصنعُ تلكَ الإبتسامة الكاذبة وارسمُها على شفتاي بينما أنا أعيشُ بين هذه الأحرف والكلمات والنصوص وأرسمُ نفسي بينهم ..

إرسال تعليق

0 تعليقات