مسابقة نص فلسطين الكاتبة:راما شطناوي


(نحنُ فقطْ نَمُرّ) 

أصبحَ العالمُ عبارةً عنْ إِنارَةِ شارعٍ ضيقٍ نَمُرُّ مِنْهُ بِسُرعةٍ خوفاً من ظهورِ شيءٍ يُرعِبُنا، نذهبُ لمنازِلِنَا نتاولُ طَعَامَنا مع عائِلاتِنا فِرِحِينَ بما آتانَا اللهُ من أمنٍ وأمانٍ ، لمْ ولنْ نَتَفكَّرَ يوماً من الأيامِ بما يحصلُ في تلْكَ البلدِ الحزينةِ ، تلك البلدِ التي كانتْ مرسماً للفرحِ ومستودعًا لضَحِكَاتِ أطفالِها، نعم يا سادة إنّها فِلَسْطينُ وضَوَاحِيها، نحنُ نمرُّ من تلكَ الشوارعِ بسرعةٍ لأنّها عديمةُ الإنارةِ فقطْ نمرُّ ، أمّا هُمْ يقطُنونَ بِها، لا أعلَمُ ماذا أكتبُ أو كيفَ أُوَاسِي جُروحَهم، فالحزنُ سَيْطَرَ على قلبِي وضَواحِيه، وأصْبَحتِ الإبتسامةُ خَافِتَةً كالمِصْباحِ عندَ رُؤيَتِي لبُكاءِ الأطفالِ وعجزِهمْ كعَجزِ كبارِ السنِّ، عند رؤيتي لإبتسامَتِهم المُغرَقةِ بالدُّموعِ والدماءِ ، أمْ أتكلمُ لرؤيتي لأُولئِكَ الشهداءِ تتَصاعدُ أرواحُهُم في السماءِ كالطُّيورِ الحزينةِ ، إنَّ رؤيَتي لتِلكَ المشاهدِ وعجزِي عن المساعدةِ كروحٍ حزينةٍ تَتكَاثرُ أحزانَها وتصلُ بها إلى حدِّ الإختِناقِ، أَوَدُّ المساعدةَ ولا أستطيعُ سِوى بكلِماتِي العاجزةِ عن التعبيرِ، أهالي فِلسطينَ.العزيزةِ: ستنتهي هذهِ الليالِي المتعبةُ ويعودُ كلٌّ منكِم إلى دِيارِه، سيظهرُ قوسُ قزحٍ من جديدٍ ويعُمُّ الفرحُ دِيارَكُم، أعلمُ بِأنَّكُم تَمّرُّون بتلكَ المصاعبِ التي تُغطِّي أعْيُنَكم كالغيْمةِ ولكنْ سَتأتِي أيامٌ تضحَكونَ بإِشْراقٍ من جديدٍ لذلكَ لا تقلقوا، دُمْتُم وستَبْقُونَ بحُبٍّ مغرُوسِين كجذورِ الشجرِ بقُلوبِنا.


إرسال تعليق

0 تعليقات