نص نثري بقلم الكاتبة:إسراء محمد شتات



محاكمة بين طيفك السيء و طيفك الحسن


قاضي نفسك قبل أن تحال إلى القاضي ، و اترك عواطفك خلفك؛ فإنّ مهنة القضاء لا بد لها من أن تتجرد من العواطف الساذجة، حاكم نفسك بعدالة فإنك أعلم بما يسكنها و يدور فيها ، فإنك لا تظلمها بعدم إدراكك لنيّتها و مصلحتها ، كفاك هروبًا من ذاتك يا فتى ، أرأيت شخصًا يلوذ بالفرار من ما يتلبسه؟ ستبقى ملتصقًا بذاتك لا محال ، إن أخطأت فقد أخطأت بحق نفسك فقط فقم بإصلاح ما ارتكبت ، لا تبرر لطيفك السيء ؛ فإنك بذلك توافقه و تشجع على قتل طيفكَ الحسن ، لا تعمد إلى تأجيل القضية ؛ فإنك بذلك تؤجل مصالحتك مع ذاتك ، لا تنحاز إلى طيفك السيء ؛ فبذلك الانحياز السلبي تقف في وجه الحق ، لا تخفي الأدلة ؛ فإنك بذلك تقمع الخير الذي بداخلك ، إياكَ و أن تصدر حكم الإخماد على طيفك الحسن و تفتح نافذة الحرية لطيفك السيء ؛ فبتصرفك هذا ترتكب خطأ فادحًا بتفشي الفساد في ذاتك ، لا تجعل السوء حرًا طليقًا و الخير يقبع في الزلازل ، لا تجعل عنق السوء ممشوقًا بينما يكن عنق الخير محزوزًا بآثار حبال الإعدام ، كفاك تجاهلًا يا هذا ؛ فالأدلة واضحة كوضوح قرص الشمس ، و الحكم العادل معروفًا ؛ فلا تغضض بصرك عنهما، قف كقاضي أمام طيفيك متجردًا من العواطف ؛ فالنفس الإنسانية أمارة بالسوء ، أصدر حكم الإعدام على طيفك السيء و اكسر القلم فلا مجال للنقاش بعد ذلك.

إرسال تعليق

0 تعليقات