نص نثري بقلم الكاتبة:ساجدة علي الزغول

                        "عالم الظلام"

 تاريخ أسود مشؤوم اعتكفت الظلام منذ عام، وهل للصوت نداء؟ جدران ورفوف خرساء، لا يُعنيها ضجيجِ ولا يُسمعها حسيسي ونحيبي،عقارب ميل ساعة الإنتظار باتت مثل سم العقرب قاتلة ببطئ، بتُ لا أشعر بلذة النوم أنام بعيون مفتوحة ورؤية غير واضحة، قلبي تحت الغطاء في حالة اللاتراجع يحترق شوقاً يأمرني بالعصيان على النسيان فهل للنسيانِ دواء؟ ، أنا هنا ملعونة بلعنة الظلام أتنفس هواء الأموات ، هل تفهمو ذلك؟ أنا هنا نصف شخص بنصف روح بنصف قلب بنصف شعور، أنا هنا في الظلام أنشد دندنة الموت و أرتدي الأسود ليسَ لأنه يليق بي بل حداداً على سيده الذي غاب ، في نفس الوقت من كل ليلة يدخل عقلي يجلب لي الآثام حمقاء أطربتهُ عشقاً و عزفت له أجمل الألحان بمنتهى الغباء لِشخص يجيد النسيان ولِربما كان أطرش منذ البداية ، حمقاء كعادتي، أقسمَ لي بأن لا يغيب وقال لي ذات ليلة وردية أنا هنا الثابت الوحيد في عالمك إستندي على كتفي بكل ثقة وغاب تذوب الأماني ويبقى السؤال أين عالمك؟ معظم عالمي يدور داخل نفسي روح منطفئة فلا يوجد أشد قسوة من عتمة الروح لا يضيئها سراجاً وهاجاً ولا يثيرها سراب، إنعدام الإشتهاء أشد من الموت عن أي عالم تتسألون؟ ليس لدي عالم أنا هنا في الظلام كما طلب مني طبيبي لكي أتعافى، صرف لي لائحة تحتوي على بعض الأدوية أولاها إبرة الحياة تؤخذ مرةً في كل يوم، شراب مقوي القلب لِيهدأ قلبي، أقراص سعادة ثلاثَ مراتٍ في الصباح والمساء، لاصق جروح غير مرئي لِيبرأ جرحي، قاروة أمل تستخدم عند الأزمات تحفظ في مكان مظلم جاف، وزجاجة دموع لِيجف مدمعي بعيداً عن متناول العالم ، متى أبدأ؟ متى أنتهي؟ ليس لدي اي جواب لَربما أكون أول ضحيةً في عالم الظلام..


إرسال تعليق

0 تعليقات