قصة بقلم الكاتبة:نور خالد حمادي

                    كان حُلمي إرجاع بصرك 

الجزء الأول من القصة ..

 كان هنالك رجلاً كبيراً بالسن وكان ذو جاه ومقدره كبيرة وكان أهله أمام عينهِ في قصره الكبير المليئ بالخدم ...

ففي يوماً من الأيام ذهب هو وحفيدهُ الأقرب الىٰ قلبه الذي يدعىٰ كرم في نزهة برفقة العديد من الأصدقاء ثم فجأه سمعوا صوت صواريخ قوياً جداً فخافوا وانفروا ثم انتشر الخبر بسرعة ، أن صواريخ أمريكية قد ضربت هذه البلده فسمع الجد بذالك ثم انتابته صدمة قويةً

لأن هذه الصورايخ سقطت بالبلده التي فيها قصره فحمل حفيده واخذ بالركض مسرعاً على الرغم من بعد المسافة لكن لم يهمه شيء سوى أهله ...

فعندما وصل شاهد قصره واقعاً على الأرض والأطفاء أمام بيتهُ ليخرجوا الجثث من تحت الأنقاذ وعندما شاهد كل هذا سقط علىٰ الأرض فحملوه ونقلوه الىٰ المستشفىٰ وأدخلوه العناية المركزة والحفيد كرم كان لايفهم ماذا يحصل فقد كان يبلغ من العمر ٨ سنوات وهمهُ الوحيد أن يستيقذ جده ، ومرة ٤٨ ساعة وجدهُ مازال تحت المراقبة 

وفي اليوم التالي ذهبوا الأطباء إليه لكي يكشفوا عن حالته فأكتشفوا إنه فاقد البصر فطلب من الأطباء أن لا يخبروا حفيده بذالك قال لهم أنا أخبره ، فدخل الحفيد الى حضن جده ثم سأله اين أمي وأبي واخوتي فأجابه الجد أصبحوا ملائكه بالسماء فقال الحفيد ماذا يعني هذا ؟

فأجابه الجد الله سبحانه وتعالى أختار لهم ان يتركونا ويصبحوا ملائكه ..

فقال الحفيد : ياجدي هذا يعني أننا لا نستطيع أن نراهم مرة أخرىٰ ، رد عليه الجد لا يا بني لن نراهم مرة أخرىٰ ولكن هُم يستطيعون رؤيتنا ويحسون بنا ، ولم يفهم الحفيد المعنىٰ الاكثر وضوح لهذا الكلام 

ثم سأل جده لماذا واضعين على عينيك قطعة بيضاء فقال لهُ يا بني لا أستطيع الرؤية من الأن فصاعداً فأنت أصبحت من الأن عيناي التي تأخذني الىٰ الطرقات فقال الحفيد نعم يا جدي سوف أفعل ذالك ...

ثم أتىٰ اليوم الذي يخرج بهِ الجد من المستشفىٰ فقال الحفيد يا جدي الىٰ أين سنذهب ؟!

فأجابه لا أعلم يا بني لكن لي صديق يملك بيتاً يطل على بحر ما رأيك ان نذهب إليه فقال نعم يا جدي هذا شيءً جميلاً ثم ذهبوا الى المنزل وشاهد الحفيد صور جدهُ في كل مكان وذكريات قديمة وكتب فسأل جده هل كنت تأتي الى هنا بين الحين والأخر لأن صورك بكل مكان فأجابه نعم يا بني ...

ثم مرة السنوات وأصبح الحفيد اكثر حباً وتعلقاً بجدهُ وكان عندما ينام الجد يذهب كرم الى غرفة الكتب ويقرأ وكان جدهُ دائماً يقول لهُ الكتب دواء للبشر وبعد فتره قصيرة أخذ من جده هاجس حب القراءه والكتب وكان متعلقاً بذالك بشكل  

 الجزء الثاني 

وعندما دخل هذا الولد عمر ال ١٧ عاماً أصبح لديه علم لا يكاد يملكه اصحاب العشرينات والثلاثينات وما الى ذلك

وكان جده قد مُدخله من احسن المدارس في البلده وعندما انتبه  كرم لذلك إنتابه الفضول فقال لجده : نحن لا نلملك المال فكيف ادخلتني في مدرسة خاصة ذات إجر باهظ الثمن ثم رد عليه جدهُ قائلاً : والديك قد دفعوا كل هذا من اجلك قبل أن يرحلوا لكن كرم لم يقتنع بهذا الكلا

وفي يوماً من الأيام رجع البصر الى الجد ولم يخبر كرم بشيء ثم مرة السنون وتخرج كرم من جامعة طب العام إختصاص طب العين لكي يتمكن من إرجاع بصر جدهُ

ولكن قبل ان يجري هذا كله كان جدهُ يراقبه بكل الاوقات ففي يوماً من الأيام وضع الجد العديد من الدولارات بين الكتب التي يقرء بها كرم لكي يختبر حفيده فعندما وجدها ذهب الى جدهُ وقال لهُ يا جدي وجدة العديد من الدولارات داخل الكتب التي اردة أن اقرءها يبدوا أن صديقك قد تركها قبل أن يرحل وعندها تأكد الجد ان كرم لم يسرق على الرغم من إنني أعمى بأعتقادهُ لكن رغم ذلك لم يفعل اي شيء     


ثم ذهب الحفيد الى الجامعة لكي يأخذ شهادتهُ وانهُ سوف يصبح دكتور العين واراد ان يفاجأ جدهُ بذالك ثم رجع الى المنزل وهو في شدة الفرح وكان يقول اين انت يا جدي اصبحت دكتوراً وبعد فترة سأعالجك أين انت يا جدي ثم ذهب الى غرفته ووجده مستلقياً على الفراش فظن انهُ نائم ولكن الحقيقة غير ذالك ثم اتصل بالأسعاف ونقلوه الى المستشفىٰ أدخلوه الى قسم الطوارئ ثم اكتشفوا انهُ لا يتنفس ودقات قلبهُ متوقفة، فقالوا له لقد فقدنا المريض .

فعرف انه لم يبقى احداً لهُ فحزن حزناً شديداً وبعد ان اكتملت الجنازه ودفنوه رجع الى المنزل وكان في شدة التعب والحزن وذهب الى فراش جده فوجد رسالة

يقول فيها ...

يا حفيدي كرم الأقرب الى قلبي سامحني ان تركتك بمفردك يوماً فهذا الشيء ليس بيدي وايضاً اريد ان أخبرك ان بصري رجع الي قبل فترة طويلة وانا لم أخبرك بذالك وانا أعلم عندما تعلم بهذا الشيء سوف تفرح لكن اردة ان اختبر مدى حبك لي والحقيقة انه لا يهمك شيء سواء راحتي .

وايضاً اريد أخبرك أن هذا المنزل ليس منزل صديقاً لي بل هو منزلي وأصبح منزلك وتركت لك في البنك أموال كثيرة ما يضمن عيشك برفاهية وهناء أحبك جداً

وهنا حزن الحفيد واخذ بالبكاء حتى اصبحت لحيته تنقط من الدموع عما عرف

وبعد فترة من الزمن ذهب الى المقبرة وشاهد العديد من الناس هناك فعندما اقترب الى قبر جده شاهد ناس كثيرة يبكون عليه فسألهم من انتم 

فأجابوا كان هذا الرجل يطعمنا ويعطينا ما يكفي لعيشتنا وكان يتفقدنا بين الحين والأخر وهنا بكىٰ من شدة الفرح الحفيد فقال لهم لا تقلقوا سوف اخذ طريق جدي واكمل مسيرته ...

واصبح كرم اسماً لامعاً كجده تماماً لا يبالي عن كمية الأموال التي يملكها وتركها له جده بل هاجسه الوحيد مساعدة الناس مهما كلفه الأمر حتىٰ جعله زمانه رجلاً عفيفاً والكل يحبهُ 



إرسال تعليق

0 تعليقات