بَيْنَ الطَّاعةِ وَ المَعصيةِ
مُسلِمٌ سَعى إلى لَذةٍ مُؤَقَتَةٍ تَحرِمُهُ لَذةَ القُربِ مِنْ مولاه ، فَأصبَحَ عاصٍ انساقَ وَراءَ الهوانِ ، وَ اتَبَعَ الهوى ؛ فإذْ بِهِ سَقَطَ مِنْ قِمَةِ الطَّاعَةِ إلى قاعِ المَعصيَّةِ .
وَ سُجِنَتِ الرُّوحُ وَ تًكبَلتْ بِهيامِ ذَنبٍ خائِنٍ عَديمَ عَهدٍ لا يُؤتَمن .
وَ تبقى الحالُ مُتضارِبَةً بَيْنَ قساوَةِ القلبِ وَ نفورهِ مِنْ أهلِ الإيمانِ ، وَ بَيْنَ استثقالٍ لِلحَسَنةِ ، وَ اعتيادٍ عَلى ذَنبٍ ؛ لِتنقطِعَ حبالُ الوِصالِ بِاللهِ .
وَ يَأتي دَورُ الفكرِ ؛ فالمعصيَّةُ فتَّاكةٌ لا تسهو عَن جُزءٍ هامٍّ كَالفكرِ ، تَسلِبُهُ إتزانَهُ وَ تشوِشُهُ .
فجأةً الغفلَةُ وَ الوِحشَةُ تَجتمِعانِ عَلى الفؤادِ ، وَ خِتمُ الذُّلِ يَلبِسُ الرُّوحَ .
وَ نهايةُ هذا الطَّريقِ تُجبَرُ النَّفسُ عَلى طأطأةِ رأسِها داخِلها .
لَكن نَفَحاتٍ مِنَ اللهِ تعالى لا تَتركُكَ وَحدَكَ بَيْنَ تَأنيبِ الضَّميرِ وَ اليأسِ ، بَل تَنتَشِلُكَ حينَ تَظُّنّ أنَّكَ هاوٍ فِي العَدَمِ .
عَدَمُ ماذا ؟
عَدَمُ مُسْلِمٍ كادَ يَقنَطُ مِنْ رَحمةِ اللهِ تَعالى .
وَ بعدَها تُرَمَّمُ رُوحُكَ ، لِتَعودَ مُسلِمًا يَتنَفاسُ عَلى البِرِّ مَع أقرانِهِ ، وَ يَستحقِرُ ذَنبَهُ ، وَ لا يَتَبِعُ هواهُ .
مَهما أسرفتَ عَلى نفسِكَ بِالذُّنوبِ وَ المَعاصي ، اعلمْ أنَّ ظَنَّكَ الحَسن بِاللهِ تَعالى سَيُنقِذُكَ مَهما جَرى .
0 تعليقات