نص خاطرة بقلم الكاتبة:حَنِيْن مَروان عَبدِ الرَّحيم .


                 بَيْنَ الطَّاعةِ وَ المَعصيةِ 

مُسلِمٌ سَعى إلى لَذةٍ مُؤَقَتَةٍ تَحرِمُهُ لَذةَ القُربِ مِنْ مولاه ، فَأصبَحَ عاصٍ انساقَ وَراءَ الهوانِ ، وَ اتَبَعَ الهوى ؛ فإذْ بِهِ سَقَطَ مِنْ قِمَةِ الطَّاعَةِ إلى قاعِ المَعصيَّةِ .

وَ سُجِنَتِ الرُّوحُ وَ تًكبَلتْ بِهيامِ ذَنبٍ خائِنٍ عَديمَ عَهدٍ لا يُؤتَمن .

وَ تبقى الحالُ مُتضارِبَةً بَيْنَ قساوَةِ القلبِ وَ نفورهِ مِنْ أهلِ الإيمانِ ، وَ بَيْنَ استثقالٍ لِلحَسَنةِ ، وَ اعتيادٍ عَلى ذَنبٍ ؛ لِتنقطِعَ حبالُ الوِصالِ بِاللهِ .

وَ يَأتي دَورُ الفكرِ ؛ فالمعصيَّةُ فتَّاكةٌ لا تسهو عَن جُزءٍ هامٍّ كَالفكرِ ، تَسلِبُهُ إتزانَهُ وَ تشوِشُهُ . 

فجأةً الغفلَةُ وَ الوِحشَةُ تَجتمِعانِ عَلى الفؤادِ ، وَ خِتمُ الذُّلِ يَلبِسُ الرُّوحَ .

وَ نهايةُ هذا الطَّريقِ تُجبَرُ النَّفسُ عَلى طأطأةِ رأسِها داخِلها .

لَكن نَفَحاتٍ مِنَ اللهِ تعالى لا تَتركُكَ وَحدَكَ بَيْنَ تَأنيبِ الضَّميرِ وَ اليأسِ ، بَل تَنتَشِلُكَ حينَ تَظُّنّ أنَّكَ هاوٍ فِي العَدَمِ .

عَدَمُ ماذا ؟

عَدَمُ مُسْلِمٍ كادَ يَقنَطُ مِنْ رَحمةِ اللهِ تَعالى .

وَ بعدَها تُرَمَّمُ رُوحُكَ ، لِتَعودَ مُسلِمًا يَتنَفاسُ عَلى البِرِّ مَع أقرانِهِ ، وَ يَستحقِرُ ذَنبَهُ ، وَ لا يَتَبِعُ هواهُ .

مَهما أسرفتَ عَلى نفسِكَ بِالذُّنوبِ وَ المَعاصي ، اعلمْ أنَّ ظَنَّكَ الحَسن بِاللهِ تَعالى سَيُنقِذُكَ مَهما جَرى .



إرسال تعليق

0 تعليقات