قصة قصيرة بقلم : ايمان السكارنة

   

                                                                             أنا اتمنى 

وهج آلم يخرج من طفلة تمسك ذراع أبيها بشدة تبكي على فراق أحدهم، شلال يملائ خديها الوردين، تصرخ ألما أمي أمي، أباها يفرد كفيه ويمدها لاعالي السماء ويشكو لا يريد لطفلته ترى دموعه يحبس تلك الامطار في حجرة لا تستطيع حملها طويلا وستخرج لا محال ، حياة تطرد روح من داخلها تركلها الى عالم الأموات، تطرق أبواب منزلها الجديد وها هنا ستبدأ رحلة الحساب تفتح الباب برفق وروية لترى مقعد يحوي مأواها الجديد

إلى أين؟ لا أحد يعلم ...

طفلتها تحتفظ بخصلة شعر عالقة على مشطها تزرعها في حديقة منزلهم معتقدة بأنها ستنمو من جديد وابتسامة بريئة أبي زرعت أمي ستنبت قريبا لا يعلم ماذا يفعل يكمت حزنه القهار في قفص ذو ثقوب كثيرة تفيض على وجنيه كيف يخبرها؟

وبكذبة بيضاء حبيبتي ستنبت فيما بعد لربما تحتاج أعوام لذا لا ترهقي نفسك في إنتظار عودتها

وفي صباح يوم الخامس من آذار تنظر من النافذة المطلة للحديقة

أنبتي سريعا أمي أنا في إنتظارك

مرت أعوام وأعوام على ذكرى رحيلها وما زالت تنتظر أصبحت في سن الخامس عشرة من عمرها وتدرك الامر جيدا ومع ذلك تسقيها كما لو أنها زهرة طال نموها كثيرا، صباح الخير أمي كيف حالك ؟

ما زالت تشكو وتخبر ما حدث لتلك الخصلة المدمولة وكأنها القت بصندوق في حفرة لتملئه بأسرار كل يوم..

بعد بلوغ طفلتنا سن الثامن عشرة كانت قد أنهت المرحلة الدراسية لتنتقل إلى عالم مكتوب على اوراقه التقاء الجنسين يعني في ذلك ستدرس في قاعة مختلطة بالفتيات والفتيان وجسدها يركد خجلا ماذا تفعل!

تجلس بجانب زهرتها وتشكو ليتكي تكوني هنا أمي فقط ليتك

وعلى السرير وفي أحد الليالي العاصفة والبرق يضرب النافذة غرفتها كانه يطلب نجدتها، مسكت فتاتنا كتاب عن رواية لبئر يحقق الأماني ايعقل هذا! رجل فقير أصبح غني واحدهم مريض وتعافي والاخر كذا وتمنى كذا وهكذا مسكت قلبها وضغطت عليه بشدة وباتت تغفو..

في صباح اليوم السادس من ديسمبر شمس تمد خيوطها على سقوف الحي تمشي متبسما تحمل رغيف من الخبر الطازج تمضغ طعامها ببطء شديد لتتعرف اكثر على الطعم الشهي

رأت صديقتنا بئر قديم وفي يدها رواية لبئر يحقق الأماني اسقطت ما تحمل ركضت نحوه و أخرجت قطعة نقدية " أنا اتمنى"

إرسال تعليق

0 تعليقات