" الحب والانتحار"
علمتني أمي أن الحب شعور رائع ولم تخبرني أن الحب مرض مزمن يصيب الإنسان ، كنت صغيرة جداً على تحمل الأوجاع يقارب عمري ثلاث شهور و ابن عمي أكبر مني بشهرين كان الجميع في المنزل يحبنا، كبر ابن عمي وأصبح عمره سنة أقمنا له حفلٌ، كان حفلٌ كبير، وكان هناك فرح كبير تحول إلى عزاء كان الجميع يصرخ بينما أنا وابن عمي نضحك لم يكن يعرف ابن عمي أن حفلة ميلاده تحولت إلى عزاء قد ماتت أمه ومات أبوه في حادث سير حين ذهبا ليحضرا هدية له.........
إنها المرة الأولى التي يشعر فيها أهلي أن الجحيم اقتحم حياتنا، وبعد يوم من موتهم أخذ ابن عمي يبكي ويصرخ بأعلى أصواته اشتياقاً لأهله فأخذته جدتي لتربيته، كبرنا سوياً..........
وعندما كنت في عمر السادس عشر وقعت في حب ابن عمي، كانت علاقة خرافية، عشنا العشق في السر، يفهم كل حالاتي وعشنا الفرح والحزن سوياً........
وبعدما أصبحنا في الثانوية العامة درسنا سوياً واجتهدنا وعندما انتهينا من لحظات الدراسة المتعبة، جاء وقت النتائج عمنا القلق والخوف وحين ظهرت النتيجة، عم الفرح في المنزل ، جهزت نفسي وارتديت أجمل الملابس ووضعت العطر الذي يحب رائحته ابن عمي، وهو جهز نفسه لنقيم حفلة النجاح وبعد انتهاء الحفلة وقبل ذهابه قبلني قبلة ممزوجة بلهيب العشق وفرحة النجاح، ثم ذهب وفي اليوم التالي جهز أوراقه ليدرس طب في الخارج، وأنا سجلت في الجامعة جهز نفسه لسفر كان الوداع ألم ذب بخصري الذي يميل من شدة الرقص والفرح أنه سيحقق حلمه، وبين ألم فراقه........
أخذني بين أحضانه كأب يودع ابنته الصغيرة، رحل ولكن لم يمر يوم دون أن أحادثه، انتهيت من دراستي وهو انتهى أيضاً.
قرر العودة إلى الديار، كنت أحمل أشواق له بين شراييني التي كان ينام عليها، من شدة الفرحة قررت أن أخبر أمي فوجدتها تجلس مع جدتي وقلت لهم ماذا تتحدثون؟ فقالوا عن زواج ابن عمك، وقالت أمي لي ليت ابن عمك يتزوجك ولكن الأمر مستحيل (بكل سرعة) قلت ما المستحيل يا أمي؟ فأجابتني ابن عمك أخاكي في الرضاعة، طاقة ضخمة هالت على قلبي، وزلزال ضرب عقلي، ثم أخذت بتراجع وهربت إلى غرفتي.
أتساءل بعقلي لماذا أمي لم تخبرني من البداية؟
ولماذا تركتني أغرق في عشقه؟
ولمَ لم ترحمني من جحيم فراقه؟
دخلت بحالة نفسية أصبحت أعشق الوحدة، وأكلم نفسي في الظلام وأصرخ بالليل، وأتلذذ على صوت تكسر قلبي، وأنا في غرفة العزلة أركض بين الظلام وهمسات الليل والجحيم وذكرى ابن عمي، دخلت في حالة مأساوية فالضوء أعتبره شيطان لعين والظلام ملاك.
جاء ابن عمي من السفر ذهبت العائلة لترحب به وأنا جلست لوحدي وبعد مرور ساعة قررت الانتحار فالموت هو الوحيد الذي بإمكانه إنقاذي من سكرات الهوس، جاء ابن عمي يحمل عتاب لي وعندما فتح الباب وجدني ملقاةً على الأرض لا أتحرك لقد انتحرت من قوة الحب وعذاب الضمير، وفي النهاية لم يكون لي لأنه أخي، احتضنني بشدة لدرجة أن أظافره غرست بجسدي وكأن الصمت في صراخه يعاتبني، قد هلك الحب جسدي حتى انتحرت، ورفرفت روحي لتراقبه، لا بإمكان روحي التكلم ولا تستطيع أخباره أنني تعلقت به حتى مت، ليت روحي تواسيه في حزني، وليتني أعود لأقول لك يا حبيبي سامحني ولكن ها عطري الأخير التصق في ثيابك.
بقلمي:صابرين ماهر الحسنات.
0 تعليقات